عرفان و حکمت
عرفان و حکمت در پرتو قرآن و عترت
تبیین عقلی و نقلی عرفان و حکمت و پاسخ به شبهات
صفحه‌اصلیدانشنامهمقالاتتماس با ما

نکاتی درباره جن

منبع: هزار و یک کلمه ،کلمه 336

آیت الله حسن زاده آملی در کتاب هزار و یک کلمه با تمسک به آیات قرآنی نکاتی چند درباره جن ذکر می کند، از قبیل اینکه

  • ۱. جنیان مانند انسانها مکلفند وبعثت پیامبر گرامی اسلام برای هدایت انس و جن هردو بوده چنانکه قرآن نیز برای هر دو نازل شده است.
  • ۲. بعضی از جنها کافر و بعضی مسلمانند.
  • ۳. بعضی از جنها مرد و بعضی زن هستند.
  • ۴. بعضی از جنها پیاده و بعضی سواره هستند.
  • ۵. جنیان پیامبری از جنس خود داشته اند بدلیل آیه أَ لَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ‌ وچون خلقت آنها قبل از انسان بوده وَ الْجَانَّ خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نارِ السَّمُومِ ودر هیچ حال بدون پیامبرنبودند پس پیامبری از جنس خود داشته اند.
  • ۶. جنها وجودی مادی و غیر مجرد دارند و اینکه ما آنها را نمی بینیم با مادی بودن آنها منافاتی ندارد چون ممکن است جسمی آنقدر لطیف باشد که قابل رویت نباشد.
فهرست
  • ↓۱- كلمة جنّيّة (نکاتی درباره جن)
  • ↓۲- معنای ثقلین
  • ↓۳- رسول گرامی اسلام، پیامبر جنیان نیز می‌باشند و آنها مانند انسانها به همۀ احکام اسلام مکلفند
  • ↓۴- جنیان مجرد از ماده نیستند
  • ↓۵- جنیان تولید مثل دارند
  • ↓۶- با وجود مادی بودن جنیان، آنها دیده نمی شوند
  • ↓۷- كلمه ۵۰۳
  • ↓۸- پانویس

كلمة جنّيّة (نکاتی درباره جن)

تبحث عن امور

معنای ثقلین

الأمر الأول أنّ الثقلين بفتحتين هما الجنّ و الانس و عليه إجماع أهل اللغة و التفسير في قوله تعالى: سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلانِ‌ (الرحمن، آيه ۳۳).

و تفسّر الثقلين بالجنّ و الانس آيات اخرى من سورة الرحمن كقوله تعالى:

خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ كَالْفَخَّارِ* وَ خَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مارِجٍ مِنْ نارٍ و قوله تعالى: يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ* الآيه. و قوله تعالى: فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَ لا جَانٌّ.

قال القاضي البيضاوي في تفسير أنوار التنزيل:

الثقلان الإنس و الجنّ سمّيا بذلك لثقلهما على الأرض، أو لرزانة رأيهم و قدرهم، أو لأنّهما مثقلان بالتكليف انتهى قوله.

و الجنّ و الانس يؤنّثان باعتبار أنّهما طائفة أو جماعة، قال المرزوقى في شرح قول إياس بن مالك الطائيّ (الحماسة ۱۹۴):

كلا ثقلينا طامع بغنيمة

و قد قدّر الرحمن ما هو قادر

قوله: كلا ثقلينا، أي كلّ واحد من جماعتينا، و الثقل- بالتحريك- الجماعة.

و الثقلان: الجنّ و الانس.

رسول گرامی اسلام، پیامبر جنیان نیز می‌باشند و آنها مانند انسانها به همۀ احکام اسلام مکلفند

الأمر الثاني: أنّ الجنّ مكلّفون بما كلّف بها الإنس.

الأمر الثالث: أنّ رسول اللّه (صلّى الله عليه و آله و سلّم) مبعوث إليهم أيضا، و القرآن الكريم ناطق بهذين في عدّة مواضع:

قال تعالى: قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَ الْجِنُّ عَلى‌ أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَ لَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً (الإسراء، آيه ۹۱)

وجه الاستدلال بالآية عليه أنّهم لو لم يكونوا مكلّفين بما كلّف بها الإنس و لم يكن خاتم النبيّين مبعوثا إليهم أيضا لما تحدّاهم الله تعالى بالإتيان بمثل القرآن.

و قال تعالى: وَ يَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَ قالَ أَوْلِياؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنا بِبَعْضٍ وَ بَلَغْنا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنا قالَ النَّارُ مَثْواكُمْ خالِدِينَ فِيها إِلَّا ما شاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ* وَ كَذلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ* يا مَعْشَرَ وَ يُنْذِرُونَكُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا قالُوا شَهِدْنا عَلى‌ أَنْفُسِنا وَ غَرَّتْهُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا وَ شَهِدُوا عَلى‌ أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كانُوا كافِرِينَ‌ (الانعام، آيه ۱۳۰، ۱۳۲).

أي اذكر «يوم يحشرهم» الله تعالى، بالياء على قراءة حفص عن عاصم و على قراءة أبي بكر عنه يوم نحشرهم بالنون، و ضمير «هم» لمن يحشر من الثقلين.

و وجه الاستدلال بهما بيّن، فانّ لهم حشرا و ثوابا و عقابا فهم مكلّفون.

و الآية الأخيرة صريحة على أنّ رسلا ارسلوا إليهم، و أمّا أنّ هؤلاء الرسل هم المبعوثون إلى الإنس فلا تدلّ عليه هذه الآية صريحة و إن دلّت على أنّ رسول اللّه (صلّى الله عليه و آله و سلم) مبعوث اليهم، لأنّهم مخاطبون بالقرآن، ولو لا القرآن كتابهم و الرسول (صلّى الله عليه و آله و سلم) بعث إليهم ايضا لما خوطبوا به و انّما الكلام في الرسل الذين كانوا قبله (صلّى الله عليه و آله و سلم).

و انّما قلنا لاتدلّ الآية عليه صريحا، لامكان ارجاع الضمير في قوله: «رسل منكم» إلى الانس خاصّة لما سنشير اليه بعيد هذا، و لكنّ الآية ظاهرة في أنّ لكلّ طائفتين نبيّا من جنسهما.

و قال تعالى في سورة الملك: وَ لَقَدْ زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ وَ جَعَلْناها رُجُوماً لِلشَّياطِينِ* وَ أَعْتَدْنا لَهُمْ عَذابَ السَّعِيرِ* وَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذابُ جَهَنَّمَ وَ بِئْسَ الْمَصِيرُ* إِذا أُلْقُوا فِيها سَمِعُوا لَها شَهِيقاً وَ هِيَ تَفُورُ* تَكادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّما أُلْقِيَ فِيها فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُها أَ لَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ* قالُوا بَلى‌ قَدْ جاءَنا نَذِيرٌ* فَكَذَّبْنا وَ قُلْنا ما نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْ‌ءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ* وَ قالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ ما كُنَّا فِي أَصْحابِ السَّعِيرِ* فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقاً لِأَصْحابِ السَّعِيرِ.

فالآيات تدلّ على أنّ للجنّ ثوابا و عقابا حيث قال تعالى: وَ أَعْتَدْنا لَهُمْ عَذابَ السَّعِيرِ، ثمّ إنّ لهم نذيرا أيضا حيث قال: قالُوا بَلى‌ قَدْ جاءَنا نَذِيرٌ، و الّذين كفروا يشملهم أيضا بدليل قولهم: لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ ما كُنَّا فِي أَصْحابِ السَّعِيرِ. و قال تعالى أوّلا: وَ أَعْتَدْنا لَهُمْ عَذابَ السَّعِيرِ فأصحاب السعير شامل للكافرين من الجنّ أيضا و تدلّ‌ على أنّ رسول الله (صلّى الله عليه و آله و سلم) بعث إليهم بدليل المخاطبة و الإنذار، و أمّا أنّ جميع نذرهم هل كانوا منهم أو من الانس فلا تدلّ الآية عليه.

و نظير هذه الآيات الدّالّة على أنّه كان لهم نذير في كلّ زمان قوله تعالى‌ وَ إِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيها نَذِيرٌ (فاطر، آيه ۲۳). لأنّ الجنّة امّة بلا كلام و القرآن ناطق بذلك حيث قال تعالى شأنه:

«فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى‌ عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِ أُولئِكَ يَنالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتابِ حَتَّى إِذا جاءَتْهُمْ رُسُلُنا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قالُوا أَيْنَ ما كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قالُوا ضَلُّوا عَنَّا وَ شَهِدُوا عَلى‌ أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كانُوا كافِرِينَ* قالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ فِي النَّارِ كُلَّما دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَها حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيها جَمِيعاً قالَتْ أُخْراهُمْ لِأُولاهُمْ رَبَّنا هؤُلاءِ أَضَلُّونا فَآتِهِمْ عَذاباً ضِعْفاً مِنَ النَّارِ قالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَ لكِنْ لا تَعْلَمُونَ* وَ قالَتْ أُولاهُمْ لِأُخْراهُمْ فَما كانَ لَكُمْ عَلَيْنا مِنْ فَضْلٍ فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ‌ (الاعراف، آيه ۳۷، ۳۹).

نعم و لقائل أن يقول: أنّ جميع نذرهم لو يكونوا من الإنس بدليل قوله تعالى:

وَ الْجَانَّ خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نارِ السَّمُومِ‌ (الحجر، آيه ۲۸).

وجه الاستدلال أنّ الجانّ خلق من قبل خلق الانس من نار السموم، و قال تعالى: وَ إِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيها نَذِيرٌ. فكان لهم نذير و لم يكن خلق الانسان بعد، و اللّه تعالى أعلم، و ما اوتينا من العلم إلّا قليلا.

ثمّ إنّ الشياطين في سورة الملك هم بعض من طائفة الجنّ و كذا قوله تعالى:

فَوَ رَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَ الشَّياطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا. (مريم، آيه ۷۱)

و ذلك لأنّه تعالى قال: وَ لِسُلَيْمانَ الرِّيحَ عاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلى‌ الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها وَ كُنَّا بِكُلِّ شَيْ‌ءٍ عالِمِينَ* وَ مِنَ الشَّياطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ وَ يَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذلِكَ وَ كُنَّا لَهُمْ حافِظِينَ‌ (الانبياء، آيه ۸۲، ۸۳).

و كذا قال: وَ لَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمانَ‌- إلى قوله:- فَسَخَّرْنا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخاءً حَيْثُ أَصابَ* وَ الشَّياطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَ غَوَّاصٍ* وَ آخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفادِ (ص، آيه ۳۵، ۳۹).

و إذا أضفناها إلى قوله تعالى: وَ لِسُلَيْمانَ الرِّيحَ غُدُوُّها شَهْرٌ وَ رَواحُها شَهْرٌ وَ أَسَلْنا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَ مِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَ مَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنا نُذِقْهُ مِنْ عَذابِ السَّعِيرِ* يَعْمَلُونَ لَهُ ما يَشاءُ مِنْ مَحارِيبَ وَ تَماثِيلَ وَ جِفانٍ كَالْجَوابِ وَ قُدُورٍ راسِياتٍ اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُكْراً وَ قَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ* فَلَمَّا قَضَيْنا عَلَيْهِ الْمَوْتَ ما دَلَّهُمْ عَلى‌ مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ ما لَبِثُوا فِي الْعَذابِ الْمُهِينِ‌ (سبأ، آيه ۱۲، ۱۴).

و إلى قوله تعالى: وَ حُشِرَ لِسُلَيْمانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ الطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ‌ (النمل، آيه ۱۹).

و إلى قوله تعالى: قالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقامِكَ‌ (النمل، آيه ۴۲) تنتج أنّ هؤلاء الشياطين كانوا من الجنّ.

و كذا إذا أضفنا قوله تعالى: لَقَدْ زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ وَ جَعَلْناها رُجُوماً لِلشَّياطِينِ‌ (الملك، آيه ۶) إلى قوله تعالى: قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِ‌- إلى قوله تعالى مخبرا عنهم: وَ أَنَّا لَمَسْنَا السَّماءَ فَوَجَدْناها مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَ شُهُباً* وَ أَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْها مَقاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهاباً رَصَداً (الجن، آيه ۲۰، ۱۰) تنتج أنّ الشياطين طائفة من الجنّ.

و قال تعالى: سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلانِ‌ (الملك، آيه ۶) أي سنجرّد لحسابكم و جزائكم و ذلك يوم القيامة. قال القاضي:

و فيه تهديد مستعار من قولك لمن تهدّده: سأفرغ لك؛ فإنّ المتجرّد للشي‌ء كان أقوى عليه و أحدّ فيه. و وجه الاستدلال به ظاهر.

و كذا آية اخرى من تلك السورة و هي قوله تعالى: فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ‌ وَ لا جَانٌّ. بل المخاطب فيها الجنّ و الانس في آيات‌ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ*، بدليل قوله تعالى: سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلانِ‌، و قوله تعالى: يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ‌، و بعض آي اخرى، و عليه إجماع المفسرين، ولو لم يكن الرسول (صلّى الله عليه و آله و سلم) مبعوثا إليهم أيضا لما خوطبوا بالقرآن الكريم.

و قال تعالى في سورة الجنّ: قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقالُوا إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَ لَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنا أَحَداً إلى قوله تعالى مخبرا عنهم-: وَ أَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَ مِنَّا دُونَ ذلِكَ كُنَّا طَرائِقَ قِدَداً* وَ أَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَ لَنْ نُعْجِزَهُ هَرَباً وَ أَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدى‌ آمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلا يَخافُ بَخْساً وَ لا رَهَقاً وَ أَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَ مِنَّا الْقاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً وَ أَمَّا الْقاسِطُونَ فَكانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً.

و قال تعالى فى آخر الأحقاف: وَ إِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلى‌ قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ* قالُوا يا قَوْمَنا إِنَّا سَمِعْنا كِتاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسى‌ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَ إِلى‌ طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ* يا قَوْمَنا أَجِيبُوا داعِيَ اللَّهِ وَ آمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَ يُجِرْكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ* وَ مَنْ لا يُجِبْ داعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَ لَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءُ أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ.

وجه الاستدلال بآيات هاتين السورتين ظاهر. و أنها تدلّ مع كونهم مكلّفين على أنّ القرآن كتابهم أيضا فرسول اللّه (صلّى الله عليه و آله و سلم) مبعوث اليهم أيضا. بل ما في الأحقاف تدلّ على أنّ أنبياء السلف من الانس كانوا مبعوثين إليهم أيضا حيث‌ قالُوا يا قَوْمَنا إِنَّا سَمِعْنا كِتاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسى‌ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ‌، كما تدلّ على أنّ هؤلاء النفر من الجنّ كانوا يهودا ما آمنوا بعيسى عليه السلام.

و لعلّ هولاء النفر هم القوم الّذين أخبر اللّه تعالى عنهم: وَ مِنْ قَوْمِ مُوسى‌ أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ‌ (الأعراف، آيه ۱۶۱)؛ أو أنّ هذه الآية تشملهم أيضا كقوله الآخر: وَ مِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ‌ (الأعراف، آيه ۲۸۲.) و اللّه تعالى أعلم.

و قال تعالى: وَ لَقَدْ خَلَقْناكُمْ ثُمَّ صَوَّرْناكُمْ ثُمَّ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ‌- إلى قوله تعالى-: قالَ اخْرُجْ مِنْها مَذْؤُماً مَدْحُوراً لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ (الأعراف، آيه ۱۲، ۱۹).

وجه الاستدلال به أنّ العقاب فرع التكليف، و قال تعالى: لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ‌، عدل عن الغيبة إلى الخطاب ليشمل الحكم و الخطاب كلا الفريقين من الجنّ و الانس.

نظير قوله تعالى أيضا: وَ إِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ‌ إلى قوله: قالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزاؤُكُمْ جَزاءً مَوْفُوراً (الاسراء، آيه ۶۴، ۶۶).

و يفسّره قوله تعالى آيات آخر سورة ص: فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ* إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَ كانَ مِنَ الْكافِرِينَ‌- إلى قوله تعالى: قالَ فَالْحَقُّ وَ الْحَقَّ أَقُولُ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَ مِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ.

و قوله تعالى: وَ تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ‌ (هود، آيه ۱۲۱).

و قوله تعالى: وَ لكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ‌ (السجده، آيه ۱۵).

و قوله تعالى: وَ لَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِها (الأعراف، آيه ۱۸۰) الآية.

و كذا يبيّن أنّ المراد كلا الفريقين قول أمير المؤمنين (عليه السلام) فى الخطبة الاولى من النهج: «فقال سبحانه‌ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ* و قبيله ...»؛ و في بعض النسخ إلّا ابليس و جنوده.

و بالجملة أنّ الآيات القرآنيّة تدلّ على أنّ الجنّ مكلّفون كالإنس و لاريب أنّ من شرائط التكليف أن يكون المكلّف عاقلا، فلهم عقل و تمييز و لذا هدى هؤلاء النفر من الجنّ عقولهم إلى الهداية و الرشد حيث قالوا إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَ لَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنا أَحَداً؛ و قال تعالى و لقد ذرأنا الآية، و القلب في القرآن بمعنى العقل.

كما تدلّ أنّهم رجال و اناث كالانس حيث قال تعالى مخبرا عنهم: وَ أَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الْجِنِ (الجن، آيه ۷.) و أخبر تعالى أنّ بعضهم فرسانا و الآخر مشاة حيث قال: وَ اسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَ أَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَ رَجِلِكَ‌ (الاسراء، آيه ۶۷).

جنیان مجرد از ماده نیستند

الأمر الرابع أن الآيات المذكورة تنتج بأنّهم ليسوا بمجردّين، لأنّ التكثر إنّما يصحّ فيما كان له مادّة.

على أنّ اللّه تعالى صرّح بذلك أيضا فى قوله: وَ خَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مارِجٍ مِنْ نارٍ (الرحمن، آيه ۱۶) و قوله تعالى: وَ الْجَانَّ خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نارِ السَّمُومِ‌ (الحجر، آيه ۲۸) و قوله تعالى: وَ لَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمانَ- إلى قوله تعالى:- فَسَخَّرْنا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخاءً حَيْثُ أَصابَ* وَ الشَّياطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَ غَوَّاصٍ* وَ آخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفادِ (الزمر، آيه ۳۵، ۳۹).

وجه الاستدلال به أنّ كونهم مقرّنين في الأصفاد إنّما يصحّ مع عدم تجرّدهم، و قال تعالى‌ وَ تَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفادِ (ابراهيم، آيه ۵۱) و اللّه أعلم.

جنیان تولید مثل دارند

الأمر الخامس أنّ القرآن يدلّ على أنّهم يتوالدون، لدلالة الذرّية على ذلك، و قد قال اللّه تعالى: وَ إِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَ فَتَتَّخِذُونَهُ وَ ذُرِّيَّتَهُ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِي وَ هُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا (الكهف، آيه ۴۹).

و حيث قال عزّ من قائل: فِيهِنَّ قاصِراتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَ لا جَانٌ‌ (الرحمن، آيه ۵۸).

با وجود مادی بودن جنیان، آنها دیده نمی شوند

الامر السادس أن الجنّ إذا كانت ماديّة جسمانيّة و مع ذلك أنّا لانراهم‌ و هم يرونا كما قال عزّ من قائل: يا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطانُ كَما أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُما لِباسَهُما لِيُرِيَهُما سَوْآتِهِما إِنَّهُ يَراكُمْ هُوَ وَ قَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّياطِينَ أَوْلِياءَ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ‌ (الاعراف، آيه ۲۸)، علمنا أنّهم من الأجسام اللطيفة و ليس بلازم أن يدرك بالأبصار كلّ ما هو جسم فإنّ بعض الأجسام الّذي قبلنا لانراه بالعين كالهواء مثلا.

و الشيطان في الآية هو ابليس و ابليس من الجنّ بدليل قوله تعالى: وَ إِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ‌ الآية المتقدّمة. و قوله تعالى‌ وَ كَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَياطِينَ الْإِنْسِ وَ الْجِنِ‌ (الانعام، آيه ۱۱۳). و قوله تعالى: ثُمَّ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ‌- الى قوله تعالى مخبرا عنه-: قالَ فَبِما أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِراطَكَ الْمُسْتَقِيمَ- إلى قوله تعالى:- فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطانُ لِيُبْدِيَ لَهُما ما وُورِيَ عَنْهُما مِنْ سَوْآتِهِما (الاعراف، آيه ۱۲، ۲۱).

و كذا إذا أضفنا قوله تعالى: وَ قالَ الشَّيْطانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَ وَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَ ما كانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَ لُومُوا أَنْفُسَكُمْ‌ الآية (إبراهيم، آيه ۲۸)، إلى قوله تعالى‌ وَ لَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ* وَ ما كانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْها فِي شَكٍ‌ الآية (سبأ، آيه ۲۱) ينتج أنّ الشيطان هو ابليس.

و قوله تعالى: وَ إِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ- إلى قوله تعالى:- وَ عِدْهُمْ وَ ما يَعِدُهُمُ الشَّيْطانُ إِلَّا غُرُوراً* إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ وَ كَفى‌ بِرَبِّكَ وَكِيلًا. (الاسراء، آيه ۶۴، ۶۸) كالصريح بأنّ الشيطان هو ابليس.

فقد تحصّل من الآيات المتقدّمة أنّ الجنّ مكلّفون و لهم عقل و تمييز و أنّ رسول الله (صلّى الله عليه و آله و سلم) مبعوث إليهم أيضا، و أنّ بعضهم مسلم و بعضهم قاسط و كافر كما اعترفوا في سورة الجنّ بذلك حيث قالوا: وَ أَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَ مِنَّا الْقاسِطُونَ‌، و قال تعالى فى الاية المتقدّمة من الكهف: فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كانَ مِنَ الْجِنِ‌ إلخ، و قال تعالى: فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبى‌ وَ اسْتَكْبَرَ وَ كانَ مِنَ الْكافِرِينَ‌ (البقره، آيه ۲۴) فبعض الجنّ كافر.

و أنّ من كان من الجنّ و الإنس شريرا متمرّدا عن الله تعالى فهو شيطان قال تعالى: وَ إِذا خَلَوْا إِلى‌ شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ‌ (البقره، آيه ۱۴) و قال تعالى: وَ كَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَياطِينَ الْإِنْسِ وَ الْجِنِ‌ (الانعام، آيه ۱۳) و أنّ بعض أنبياء الانس مبعوثون إليهم أيضا، و أنّ نذيرا أو نذرا من جنسهم بعثوا إليهم.

الأمر السابع أنّ أنبياء الانس كيف بعثوا إلى الجنّ و هما ليسا من جنس واحد، و يجب التناسب و التجانس في ذلك و قد قال تعالى: وَ ما مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جاءَهُمُ الْهُدى‌ إِلَّا أَنْ قالُوا أَ بَعَثَ اللَّهُ بَشَراً رَسُولًا* قُلْ لَوْ كانَ فِي الْأَرْضِ مَلائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ مَلَكاً رَسُولًا (الاسراء، آيه ۹۸).

و حيث أنكر النّاس أن يكون الرّسل بشرا قال تعالى لرسوله (صلّى الله عليه و آله و سلم) قل جوابا لشبهتهم: لَوْ كانَ فِي الْأَرْضِ‌ الآية و ذلك لتمكينهم من الاجتماع بالرسول و التلقّي منه. و قريب من هذه الآية قوله تعالى: وَ لَوْ جَعَلْناهُ مَلَكاً لَجَعَلْناهُ رَجُلًا (الأنعام، آيه ۱۰).

الأمر الثامن أنّ شياطين الإنس و الجنّ كيف يضلّون غيرهم من الجنّ و الانس عن سواء الصراط، و على أيّ نحو كان سلطانهم عليهم، و ما معنى قوله تعالى: مِنْ‌ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ* الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ* مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ؟.

الأمر التاسع ان بعض الأنبياء من الانس بعثوا الى الجن أيضا، و بعض انبياء الجن كانوا من الجن، و ما سرّ التبعيض؟

قوله تعالى: يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ أَ لَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ‌ ( الأنعام، آيه ۱۳۱) الآية. و بعض المفسرين فسّره ب قوله:

ليس المراد أن بعث إلى كلّ من الثقلين رسل من جنسهم بل إنّما المراد الرّسل من الانس خاصّة، و لكن لما جمعوا مع الجنّ في الخطاب صحّ ذلك، نظير قوله تعالى: يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَ الْمَرْجانُ‌ و المرجان يخرج من الملح دون العذب. أو أنّ الرسل من الجنّ رسل الرسل إليهم لقوله تعالى: وَلَّوْا إِلى‌ قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ.

الامر العاشر أنّ الجنّ إذا كانوا مكلّفين فلا بدّ لهم في كلّ زمان من نبيّ، قال الله تعالى: وَ لَوْ أَنَّا أَهْلَكْناهُمْ بِعَذابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقالُوا رَبَّنا لَوْ لا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَ نَخْزى‌ ( طه، آيه ۱۳۶) و لمّا كان بدأ خلقهم قبل الانس بلا ارتياب فلا بدّ من أن يكون لهم نبي من جنسهم من قبل بلا كلام، و يحمل قوله تعالى في سورة الأنعام: أَ لَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ‌ على ظاهره.

و غيرها من الامور الّتي يحتاج عنوانها و حلّها و البحث عنها و عن الآيات النازلة فيها، و كذا عن الرّوايات المرويّة في المقام إلى تدوين كتاب على حدة، لعلّ اللّه يحدث بعد ذلك امرا.

كلمه ۵۰۳

هزار و يك كلمه، ج‌۵، ص: ۳۷۹

فى عيون أخبار الرضا، باسناده عنه عليه السّلام فى ما سأل الشامى علياً عليه السّلام، و فيه سأله عن ابى الجنّ فقال: شومان[۱]، و هو الذى خلق من مارج من نار.

شومان نام اولين مخلوق از طايفه جنّ است، چنان كه «آدم» نام اولين مخلوق از طايفه انس است، آن از «مارج من نار» خلق شده است و اين از «سلالة من طين»، جلّ الخالق و عظمت قدرته، فتبارك اللّه أحسن الخالقين.

پانویس

۱. و مراد از شومان در قصيده «پندنامه فرزند» (ص ۲۴۴ ديوان راقم)، شومان فرانسوى موسيقی‌دان معروف است،نه «شومان» ابو الجنّ كه گفته آمد:

آن طلب كان ترا بكار آيد

شام شوم است بام شومانا