فیض کاشانی در یکی از فصول رساله «کلمات مضنونه» به ذکر چند مثال برای دریافت بهتر و نه کامل وحدت وجود پرداخته است و سعی دارد تا با شکستن دیوار استبعاد، مانع انکار این مسئله دقیق شود.
منبع: الكلمات المضنونة، صفحهٔ ۲۰
فإن قلت: كيف يتصوّر أن لا يشاهد إلّاواحداً، وهو يشاهد السماء والأرض وسائر الأجسام المحسوسة وهي كثيرة، فكيف يكون الكثير واحداً؟!
فاعلم، أنّ هذا غاية علوم الأسرار التي لا يجوز أن تستطر في كتاب. نعم، ذكر ما يكسر سورة [۱] استبعادك ممكن. وهو أن يكون الشيء قد يكون كثيراً بنوع مشاهدة واعتبار، ويكون واحداً بنوع آخر من المشاهدة والاعتبار. وهذا كما أنّ الإنسان كثير، إن التفت إلى روحه وجسده وأطرافه وعروقه وعظامه وأحشائه. وهو باعتبار آخر ومشاهدة أخرى واحد، إذ تقول: إنّه إنسان واحد؛ وهو بالإضافة إلى الإنسانية واحد، وكم من شخص يشاهد إنساناً ولا يخطر بباله كثرة أمعائه وعروقه وأطرافه وتفصيل روحه وجسده والفرق بينهما، فهو في حالة الاستغراق والاستهتار به [۲] مستغرق بواحد ليس فيه تفرّق، فكأنّه في عين الجمع والملتفت إلى الكثرة في تفرقة.
فكذلك كلّ ما في الوجود من الخالق والمخلوق له اعتبارات ومشاهدات كثيرة مختلفة؛ وهو باعتبار واحد من حيث الاعتبارات واحد، وباعتبارات آخر ومشاهدات كثيرة بعضها أشدّ كثرة من بعض. ومثال الإنسان وإن كان لا يطابق الغرض، ولكنّه ينبّه بالجملة على كيفيّة مصير الكثرة في حكم المشاهدة واحداً.
ونستفيد بهذا الكلام ترك الإنكار والجحود لمقام لا تبلغه وتؤمن به إيمان تصديق، فيكون لك من حيث إنّك مؤمن بهذا التصديق نصيب، وإن لم يكن ما آمنت به صفتك.
وهذه المشاهدات التي لا يظهر فيها إلّاالواحد الحقّ تارة تدوم وتارة تطرأ كالبرق الخاطف وهو أكثر والدوام نادر عزيز.