عرفان و حکمت
عرفان و حکمت در پرتو قرآن و عترت
تبیین عقلی و نقلی عرفان و حکمت و پاسخ به شبهات
صفحه‌اصلیدانشنامهمقالاتتماس با ما

مراتب توحید در کلام فیض کاشانی

فیض کاشانی در یکی از فصول رساله «کلمات مضنونه»، به بیان مراتب چهارگانه توحید پرداخته و آخرین مرتبۀ آنرا وحدت مشهود و مشاهده جهت وحدت در بین کثرات معرفی می‌کند.

فهرست
  • ↓۱- مراتب توحید در کلام فیض کاشانی
  • ↓۲- پانویس

مراتب توحید در کلام فیض کاشانی

نویسنده: فیض کاشانی

منبع: الكلمات ‌المضنونة، ص: ۱۸

اعلم، أنّ التوحيد هو البحر الخِضَمّ [۱]‌ الذي لا ساحل له، وله أربع مراتب، وهو منقسم إلى لبّ ولبّ اللبّ وإلى قشر وقشر القشر ولنمثّل ذلك تقريباً إلى الأفهام الضعيفة بالجوز في قشرته العليا، فإنّ له قشرتين وله لبّ وللبّ دهن وهو لبّ اللبّ.

فالمرتبة الأولى من التوحيد أن يقول الإنسان باللسان «لا إله إلّااللَّه» وقلبه غافل منه أو منكر له كتوحيد المنافقين،

والثانية أن يصدّق بمعنى اللفظ قلبه كما صدّق به عموم المسلمين وهو اعتقاد العوام

والثالثة أن يشاهد ذلك ببصيرة قلبه‌ بواسطة نور الحقّ وهو مقام المقرّبين وذلك بأن يرى أشياء كثيرة لكن يراها صادرة عن الواحد القهّار،

والرابعة أن لا يرى في‌ الوجود إلّاواحداً وهو مشاهدة الصدّيقين ويسميّه أهل المعرفة الفناء في التوحيد، لأنّه من حيث لا يرى إلّاواحداً، فلا يرى نفسه أيضاً وإذا لم ير نفسه لكونه مستغرقاً بالواحد كان فانياً من نفسه في توحيده، بمعنى أنّه فنى من رؤية نفسه.

فالأوّل: موحّد بمجرّد اللسان ويعصم ذلك صاحبه في الدنيا من السيف والسنان‌.

والثاني: موحّد بمعنى أنّه معتقد بقلبه‌، خال من التكذيب بما انعقد عليه قلبه وهو عقدة على القلب ليس فيه انشراح وانفتاح. ولكنّه يحفظ صاحبه من العذاب في الآخرة إن توفّى عليها ولم يضعّف بالمعاصي عقدتها. ولهذا العقد حيل يقصد بها تضعيفه وتحليله تسمّى بدعة، وله حيل يقصد بها رفع حيلة التحليل والتضعيف. ويقصد بها أيضاً إحكام هذه العقدة وشدّها على القلب ويسمّى كلاماً، والعارف بها يسمّى متكلّماً. وهو في مقابلة المبتدع، ومقصده دفع المبتدع من تحليل هذه العقدة من قلوب العوام. وقد يخصّ المتكلّم باسم الموحّد من حيث أنّه يحمي‌ [۲] بكلامه مفهوم لفظ التوحيد على قلوب العوام، حتّى لا تنحلّ عقدته.

والثالث: موحّد بمعنى أنّه لم يشاهد إلّافاعلًا واحداً إذ انكشف له الحقّ كما هو عليه لا أنّه كلّف قلبه أن يعتقد على مفهوم اللفظ، فإنّ ذلك رتبة العوام والمتكلّمين، إذ لم يفارق المتكلّم العامي في الاعتقاد بل في صنعه تلفيق الكلام الّذي به يدفع حيل المبتدع في تحليل هذه العقدة.

والرابع: موحّد بمعنى أنّه لم يحضر في شهوده غير الواحد، فلا يرى الكلّ من حيث إنّه كثير، بل من حيث إنّه واحد، وهذه هي الغاية القصوى في التوحيد.

فالأوّل كالقشرة العليا من الجوزة، والثاني كالقشرة السفلى، والثالث كاللبّ، والرابع‌كالدهن المستخرج من اللبّ. وكما أنّ القشرة العليا لا خير فيها، بل إن أكلت فهي مرّ المذاق وإن نظر إلى باطنها، فهو كريه المنظر. وإن اتّخذت حطباً أطفأت النار وأكثر الدخان، وإن تركت‌ في البيت ضيّقت المكان، فلا تصلح إلّاأن تترك مدّة على الجوز للصوان‌ [۳] ثمّ ترمى، فكذلك التوحيد بمجرّد اللسان عديم الجدوى، كثير الضرر، مذموم الظاهر والباطن، لكنّه ينفع مدّة في حفظ القشرة السفلى إلى وقت الموت، والقشرة السفلى‌ هي القالب والبدن. وتوحيد المنافق يصون بدنه عن سيف الغزاة، فإنّهم لم يأمروا بشقّ القلوب والسيف إنّما يصيب جسم البدن وهو القشر. وإنّما يتجرّد عنه بالموت، فلا يبقي لتوحيده فائدة بعده. وكما أنّ القشرة السفلى ظاهرة النفع بالإضافة إلى القشرة العليا، فإنّها تصون اللبّ عن الفساد عند الاذّخار.

واذا فصلت أمكن أن ينتفع بها حطباً، لكنّه نازلة القدر بالإضافة إلى اللبّ، فكذلك مجرّد الاعتقاد من غير كشف كثير النفع بالإضافة إلى مجرّد نطق اللسان، ناقص القدر بالإضافة إلى الكشف والمشاهدة التي تحصل بانشراح الصدر وانفساحه بإشراق نور الحقّ فيه، إذ ذلك الشرح هو المراد بقوله تعالى: «فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ» «انعام ۱۲۵». وبقوله تعالى: «أَ فَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلى‌ نُورٍ مِنْ رَبِّهِ» «زمر۲۲»، وكما أنّ اللبّ نفيس في نفسه بالإضافة إلى القشر وكأنّه‌ المقصود ولكنّه لا يخلو عن شوب عصارة بالإضافة إلى الدهن المستخرج منه، فكذلك توحيد الفعل مقصد عال للسالكين ولكنّه لا يخلو عن شوب ملاحظة الغير والالتفات إلى الكثرة بالإضافة إلى من لا يشاهد سوى الواحد الحقّ.

پانویس

۱. الخِضَمّ: البحر العظيم.

۲. أحمى إحماء الحديد: أسخنه شديداً.

۳. الصِوان والصُوان: الوعاء الذي تصان فيه الثياب. وفي المحجّة: للصون.