فیض کاشانی در این کلمه به تفاوت ادراکات حسی با ادراکات خیالی پرداخته و حقیقت را در هر کدام از حس و خیال غیر از حقیقت در دیگری میداند.
او در ادامه با ذکر عبارتی از ابن عربی درباره ایجاد و خلق در عالم خیال، به ذکر روایتی از امام صادق علیهالسلام پرداخته و سخن ابن عربی را با آن تأیید نموده است.
نویسنده: فیض کاشانی
منبع:الكلمات المكنونة (چاپ كنگره فيض)، ص:۱۰۳ و ۱۰۴
كثيراً ما يقع الاشتباه بين ما يراه الإنسان بعين الحسّ وبين ما يراه بعين الخيال مع أنّهما مختلفتا الأحكام، فربّ قليل في عين الحسّ هو كثير في عين الخيال وبالعكس، كما قال اللَّه تعالى: «وَ إِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا وَ يُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ» [۱]. وقال عزّ وجلّ: «يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ» [۲]. وما كانوا مثليهم في عين الحسّ، فما ذاك إلّابعين الخيال وهو حقّ في الخيال وليس بحقّ في الحسّ لاختلاف النشئتين. وهذا كما ترى في المنام اللبن تشربه ولم يكن ذلك سوى عين العلم، فما رأيته لبناً وهو علم ليس إلّا بعين الخيال.
ومن هذا يظهر أنّ الرؤية ليس من شرطها أن تكون بالعين، ولا المرئي إنّما يسمّى مرئيّاً لكونه يحصل بالعين، بل لأنّه غاية انكشاف الشيء، فلو وقعت غاية الانكشاف بقوّة أخرى كانت حقيقة الرؤية بحالها كالصور التي يراها النائم في عموم أوقاته، فالنفوس إذا كانت قويّة كان اقتدارها على الاختراع أقوى، فيكون متصوّراتها موجودات خارجيّة حاضرة عندها بذواتها وعند من يكون درجته في القوّة والنوريّة هذه الدرجة.
قال بعض أهل المعرفة:
«بالوهم يخلق كلّ إنسان في قوّة خياله ما لا وجود له إلّافيها. وهذا هو الأمر العامّ لكلّ إنسان والعارف يخلق بالهمّة ما يكون له وجود من خارج محلّ الهمّة ولكن لا يزال الهمّة تحفظه ولا يؤوده حفظ ما خلقه، فمتى طرأ على العارف غفلة عن حفظ ما خلق عدم ذلك المخلوق إلّاأن يكون العارف قد ضبط جميع الحضرات وهو لا يغفل مطلقاً» [۳]
أقول: ولعلّه كان من هذا القبيل ما ورد عن الصادق عليه السلام:
(أنّه كان عنده ناصبي يؤذيه بمشهد من المنصور، فأمر عليه السلام صورة أسد كانت على وسادة أن خذ عدوّ اللَّه، فصارت أسداً، فافترسه ثمّ عادت إلى مكانها) [۴].