عرفان و حکمت
عرفان و حکمت در پرتو قرآن و عترت
تبیین عقلی و نقلی عرفان و حکمت و پاسخ به شبهات
صفحه‌اصلیدانشنامهمقالاتتماس با ما

آقا محمدرضا قمشه ای و بیان نظر ابن عربی درباره ولایت مطلقه امام زمان و امیرالمومنین

آقا محمد رضا قمشه‌اى در مسأله ولايت كليه مطلقه محمديه، بر مواضع مختلف مقدمه شارح محقق قيصرى بر فصوص شيخ اكبر و نيز، بر چند موضع از مواضع شرح قيصرى بر فص شيثى (ع) تعليقه نوشته است و بر شارح محقق از اينكه در فهم كلمات محيى الدين در تعيين خلافت مطلقه و عامه محمديه اشتباه نموده و اينكه خيال كرده است، محيى الدين عيسى- عليه السلام- را خاتم خلافت عامه محمديه مى‌داند، به توضيح مواضع مبهم از عبارات فصوص پرداخته و نيز از موارد ديگر از كلمات شيخ اكبر شاهد آورده است كه خاتم ولايت مطلقه محمديه به اعتبارى شخص مقدس على بن ابى طالب «عليهما السلام» و باب مدينه علم آن حضرت و به اعتبارى مهدى موعود، در آخر الزمان است.

عقيده محيى الدين‌ در مسأله ولايت، با عقيده محققان از اهل معرفت از شيعه موافقت دارد، و نيز در بعضى از مسائل ديگر به شيعه نزديك است به‌نحوى كه بعضى از ناظران بكلمات محيى الدين از دانشمندان عامه تصريح نموده‌اند كه شيخ اعظم در اين مباحث متأثر از شيعه دوازده امامى است در حالتى كه محيى الدين مطابق آنچه كه محدثان عامه از حضرت ختمى مرتبت نقل نموده‌اند مشى نموده است.

اين حواشى را شاگرد عظيم الشأن عارف قمشه‌اى- قده- مرحوم عارف نامدار آقا ميرزا هاشم گيلانى بخط بسيار زيباى خود از حواشى استاد بر شرح فصوص استنساخ‌ نموده است و به مرحوم حاج ميرزا محمود قزوينى تقديم داشته است‌ .

نویسنده: استاد سید جلال الدین آشتیانی

منبع: رسائل قیصری ص ۵۷

فهرست
  • ↓۱- تحقيق در مباحث ولاية كليه
  • ↓۲- ولایت و مراتب ختم آن

تحقيق در مباحث ولاية كليه

حواشى بر فصوص از عارف نامدار و حكيم متأله آقا محمد رضا قمشه‌اى‌

شرف الدين داود بن محمود قيصرى در همين رساله (توحيد و نبوت‌ و ولايت) ص ۱۶، و در مقدمه خود بر فصوص‌ گويد:

«الفصل الثانى فى الولاية، اعلم ان الولاية مأخوذة من الولى و هو القرب ...»

استاد مشايخنا العظام آقا محمد رضا در تعليقه خود بر اين موضع فرمايد:

«الولاية من الولى بمعنى القرب و هى اما عامة، يعم جميع المؤمنين، و اليها اشير فى قوله عز و جلّ: «اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا، يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ‌ إِلَى النُّورِ ...» فانه تعالى اذا كان وليّا للذين آمنوا، كانوا- اولياء له تعالى ايضا، لأن القرب امر اضافى، يتّصف به الطرفان، و الايمان له مراتب و درجات:

منها، اعتقاد جازم ثابت مطابق للواقع، من دون برهان، كاعتقاد المقلّد، فانه ليس مستندا، و مأخوذا من البرهان، و انما استناده الى مخبر صادق.

و منها، العلم اليقينى الثابت الجازم المطابق للواقع، المستند الى البرهان، و هو اقوى و ارفع من الأول، كايمان اهل النظر.

و منها، هو العلم الشّهودي الاشراقى، المطابق للواقع، المعبّر عنه بالكشف الصحيح، و عين اليقين، و هذا اقوى من المرتبتين السابقتين، كايمان اهل السلوك، و اصحاب الكشوف.

و منها، هو العلم الشهودى الاشراقى ايضا، لكن الشاهد عين المشهود، و المشهود عين الشاهد، و يعبر عنه بحق اليقين.

و يمكن ان يكون المؤمن فى بعض العقائد علمه علم اليقين، و فى بعضها عين اليقين و فى بعض آخر حق اليقين و هذا اقوى من المراتب السابقة، و كل هؤلاء اولياءه تعالى، و اللّه وليّهم، و يتفاوت درجاتهم، حسب درجات ايمانهم، و لا تخلّص لهم عن الشرك الخفىّ.

و اما خاصة تختص بأصحاب القلوب، و اهل اللّه الفانين فى ذاته، الباقين ببقائه، صاحبى‌ قرب الفرائض. و اليها اشير فى قوله تعالى: «أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللَّهِ، لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ» و فى الحديث القدسى بقوله تعالى: «اوليائى تحت قبابى لا يعرفهم غيرى ...» و هذه الولاية تختص بالكاملين، قد نضوا، جلباب البشريّة، و خلعوها و تجاوزوا، عن قدس الجبروت، و دخلوا فى قدس اللاهوت، و هم الموحدون حقا.

و هذه الولاية ايضا لها درجات: اولها، فناء العبد فى ذاته تعالى بالتجلى الالهى، و بقاءه به بخلع الوجود الامكانى، و لبس الوجود الحقانى، فى نهاية السفر الاول من الاسفار الأربعة، و ابتداء السفر الثانى منها، و هو السفر فى الحق بالحق، بالتجليات الاسمائية، و هذا مقام قاب قوسين، قوس من ابتداء المرتبة الواحدية الى آخرها، بالشئون الالهية، و قوس من مرتبة الواحدية الى الاحدية، بالتجليات الذاتية و شئونها. و تلك الولاية تختص بمحمد «صلى اللّه عليه و آله» و محمديّين من اوصيائه و ورثته بالتابعية له «صلى اللّه عليه و آله».

و اما الانبياء السابقون و اوصيائهم المرضيّون، ان حصل لهم تلك حصل لهم على ان يكون حالا، لا على ان يكون مقاما، يدل على ذلك رؤية الخاتم «صلى اللّه عليه و آله» كبرائهم فى الأفلاك، ليلة الأسراء، كل منهم فى فلك اما بمرتبتها النفسانية، او العقلائية و النفس و العقل اى النفوس الفلكيّة و عقولها القدسيّة، اوليائه بالولاية العامة، لو لا الولاية الخاصة، لأن وجوداتهم وجودات امكانية، ليست وجودات حقانيّة، فان الوجود الحقانى وجود جمعى الهى، و وجودات هؤلاء وجودات فرقيّة امكانية.

نه فلك راست ميسّر نه ملك را حاصل‌

آنچه در سرّ سويداى بنى‌آدم، از اوست‌

كلامنا فى المقام لا فى الحال، فالولاية الخاصة و هى الولاية المحمدية، قد يكون مقيدا- باسم من الاسماء، و حد من حدودها، و قد يكون مطلقة عن الحدود، معرّاة عن القيود، بان يكون جامعة لظهور جميع الأسماء و الصفات، واجدة الأنحاء تجليات الذات. فالولاية المحمدية مطلقة، و مقيدة. و لكل منهما درجات، للمقيدة بالعدة، و للمطلقة بالشدة. فلكل منهما خاتم، فيمكن ان يكون عالم من علماء امّته خاتما لولايته المقيدة، و وصىّ من اوصيائه، خاتما لولايته المطلقة. و قد يطلق الولاية المطلقة على الولاية العامة، و الولاية المقيدة المحمديّة على الولاية الخاصة.

و بما قررنا يندفع التشويش و الاضطراب فى كلماتهم و لا يناقض العبارات و لا يخالف الديانات.

فنقول القول المستأنف تفريعا و تقريرا لما سلف:

امير المؤمنين على بن ابى طالب «عليه الصلاة و السلام» خاتم الاولياء، بالولاية المطلقة المحمديّة بالاطلاق الاول، و خاتم الولاية المقيدة المحمدية باطلاق الثانى.

و عيسى بن مريم «على نبينا و آله، و عليه السلام» خاتم الولاية المطلقة بالاطلاق الثانى، و لا بأس بان يكون الشيخ المشاهد قدس سره خاتم الولاية المقيدة المحمديّة باطلاق الاول، و المهدى القائم المنتظر «عجل اللّه تعالى فرجه» خاتم الولاية المطلقة بالمعنى الاول، و خاتم الولاية المقيدة بالمعنى الثانى.

و الفرق بينه «عليه السلام و ارواحنا فداه» و بين جده امير المؤمنين على بن ابى طالب «عليهما السلام» ممّا سيأتيك. فالآن نقول تقديما لبيان وجه اختصاص كل واحد منهم‌ «عليهم السلام بما نسبناه اليه من مقام الختميّة»، و ليس المراد بخاتم الاولياء من لا يكون بعده ولى فى الزمان، بل المراد ان يكون اعلى مراتب الولاية، و اقصى درجات القرب مقاما له، بحيث لا يكون من هو اقرب منه الى اللّه تعالى، و لا يكون فوق مرتبته فى الولاية و القرب مرتبة، فالولى الحق و الخاتم المطلق فى القرب و الولاية، سيد الاولين و الآخرين و محتد السابقين و اللاحقين خاتم الانبياء و المرسلين محمّد «صلى اللّه عليه و آله» فانه اقرب اليه تعالى من جميع ما سواه، لأنه المظهر لاسم اللّه، الجامع لجميع الأسماء، و آدم الحقيقى الذى خلقه اللّه على صورته، بل هو عين ذلك الاسم الجامع بحكم المظهريّة فان المظهر عين الظاهر و صورته، و الاسم عين المسمّى، و التميز بنحوى الظهور، اى الظهور بالذات، و الظهور بالصفات، و هذا التمايز و التفارق ليس لقصوره فى طور التجلى، بل لامتناع كون التجلى فى مرتبة المتجلى. لكن الولاية اذا اشتدت و قويت، يتغطى غطاء النبوة، و يكتسى كساء الرسالة، فيختفى فيهما، و يستتر بهما، و فيه سرّ عظيم، و حكمة بالغة، و لا نبالى ان نشير اليه، فان الصدور ساذجة و القلوب واسعة، و الحمد للّه الواسع العليم.

فنقول: ان اللّه جعل وليّه فى عباده، و اودع حبيبه فى امنائه فان عباد اللّه امناء اللّه، لان العبوديّة هى الانقياد، و العبد لا يتخطى من امر سيده و مولاه، «وَ قَضى‌ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ» و ذلك القضاء، هو نفس كونهم عبادا له تعالى و وجب على الأمين ان يرد الامانة الى صاحبها، و العوارض الغريبة عائقة عن رد تلك الوديعة، فوجب على ذلك الولى بحكم كونه رحمة للعالمين، ان يمدّهم فى رد تلك الوديعة، و ليس ذلك الرد الا رجوعهم اليه تعالى، لأن الوديعة ليست الا ذواتهم، و انفسهم، فمن رحمته لهم ان يستوى طريقهم، و يهديهم الى صراط مستقيم، و لا صراط الا هو مستقيم لقوله تعالى: «اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ‌ صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ‌ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ لَا الضَّالِّينَ» فيكتسى كساء النبوة فى التعريف و التشريع، ليكون ممدا لهم بارجاعهم و ايصالهم اليه تعالى، فى رد تلك الامانة، فان التعريف و التشريع هما الهداية و الارشاد، و يلزم من ذلك كله، رجوع الكل الى اللّه تعالى‌ «أَلا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ‌ راجِعُونَ، فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخافُ وَعِيدِ» اى الّذين يخاف وعيدى، ذكرهم بزواله و اجتماعهم معى، فان القرآن هو الجمع، و ذلك لأن الثناء بصدق الوعد، لا الوعيد على ان صدقه لا ينافى زواله، و البرهان العقلى عليه عدم دوام القسر، و طلب كل شى‌ء كماله و اصل حقيقته، و آيات الخلود لا ينافيه، لأنه ما دامت السماوات و الارض، اى ما دام بقاء آثار طبائع العلوية و السفليّة، فى اهل النار، كيف و قد قال اللّه تعالى‌ «قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى‌ أَنْفُسِهِمْ، لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً» و لا اسراف على النفس الا بالكفر، و المعصية و اللّه هو العالم بسرائر الأمور، و لست اقول الا ان رحمة اللّه واسعة، و سبقت رحمته غضبه، ان اللّه يفعل فى ملكه ما يشاء.

فقد نهى سبحانه عن اليأس بالكفر و المعصية من رحمة اللّه و وعدهم بالغفران عن الذنوب جميعا، و وصف نفسه بأنه هو الغفور الرحيم، و وجب عليه الوفاء بوعده لأنه لطلب الثّناء المحمود، فيلزم ان يكون مآل الكل الى الرحمة، و قوله تعالى: «إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ، وَ يَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ» وعيد، و الوعيد لا يكون الا للتخويف و الاتقاء كما قال‌ «وَ ما نُرْسِلُ بِالْآياتِ» (اى آيات الوعيد) إِلَّا تَخْوِيفاً» «لَعَلَّهُمْ‌ يَتَّقُونَ» و ايضا وعد بالتجاوز فقال: «وَ نَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئاتِهِمْ‌، فَلا تَحْسَبَنَ‌ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ» جف القلم بما هو كائن «منه دام ظله العالى».

ولایت و مراتب ختم آن

فلنرجع الى بيان امر الولاية و مراتب الختم فيها، و نقول من رأس:

الولاية صفة الهيّة و شأن من الشئون الذاتيّة، التى تقتضى الظهور، اشار اليه بقوله: «وَ هُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ»، و تلك الصفة عامة بالقياس الى ما سوى اللّه، ليس مقيسا الى بعض دون بعض، لاستواء نسبته الى الأشياء. عن الموسى الكاظم «عليه السلام» فى تفسير قوله: «عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى‌»: اى استوى على كل شى‌ء، فليس شى‌ء اقرب اليه من شى‌ء. و فى رواية: استوى فى كل شى‌ء، فليس شى‌ء اقرب اليه من شى‌ء، لم يبعد عنه بعيد، و لم يقرب منه قريب. فصورته ايضا شاملة لجميع ما سوى اللّه تعالى، و ليست صورة شاملة لجميع ما سوى اللّه، سوى العين الثابت المحمدى فصورة ذلك الاسم هى الحقيقة المحمّدية «صلى اللّه عليه و آله» و قد كانت صورة لاسم اللّه الجامع، و الصورة الواحدة لا تكون صورة للمتمايزين فى العرض، فالاسمان فى طول الترتيب، و اسم الولى باطن اسم اللّه، لأن الولاية اخفى من الالهيّة، فالولاية باطن الالهيّة فهى السرّ المستتر، و السر المقنع بالسرّ، فالالهيّة باطن الحقيقة المحمّدية، فالولاية باطن الحقيقة المحمّدية، و تلك الحقيقة ظاهرهما، و صورتهما، و الظاهر عين الباطن، و الباطن عين الظاهر، و الفرق و الأثنوة فى التمايز العقلى، و قد اتحدت فى الوجود الوجوبى.

فكانما خمر و لا قدح‌

و كأنما قدح و لا خمر

فالحقيقة المحمدية هى الولاية المطلقة الالهيّة، التى ظهرت باوصاف كماله و نعوت جماله، و هى النبوة المطلقة الجامعة للتعريف، و التشريع، و قد سمعت مرارا ان ظهور الشى‌ء كشفه بوجه، و حجابه بوجه، فتسرت الولاية بالنبوة، و اختفيت فيها و لعمرى لو لم تحتف فيها و لم تعمى فى ذلك العماء، و لم يكتس ذلك الكساء، و ظهرت بذاته‌ الساذجة الصرفة لاحترقت الحقيقة المحمدية، و باحتراقها احترقت السماوات و الارض، و ما بينهما، فانها محتدها و اصلها، و مرجعها، و لم يكن فى الوجود الا اللّه الواحد القهار و اليه اشار بقوله عز شأنه: «لولاك لما خلقت الافلاك» ثم ظهرت الولاية المطلقة الالهية المحمّدية بنعت الولاية و الصورة الولوية، فصارت ولى اللّه و خليفة اللّه، و خليفة رسول اللّه «صلى اللّه عليه و آله» ثم ظهرت كل يوم فى شأن من شئونه، و فى كل مظهر بنعت من نعوته، فصارت حجج اللّه و خلفائه و خلفاء رسوله، الى ان ظهرت بجميع اوصافه، فصارت قائمهم و مظهرهم، و مظهر اوصافهم، و كلّهم نور واحد، و حقيقة واحدة، اختلافهم فى ظهور اوصاف حقيقتهم الاصليّة، و هى الولاية المطلقة الالهيّة المحمدية، لست اقول باختلاف اعيانهم الثابتة، بل عين واحد ثابتة فى علم الغيب الالهى، يختلف ظهوراته العلمية فى ذلك الموطن، فاسمع ما اقول لتتصور ذلك، اقول: انت تعقل معنى المقدار مثلا بعقلك المجرد، فذلك المعنى صورة عقليّة مجردة بلا تقدر و تشكل، ثم تتخيّل ذلك المعنى المجرد الكلى، بقوتك الخياليّة صار ذلك المعنى صورة مقداريّة، و لست تضيف اليه شيئا، و لا تسقط منه شيئا، فالمعنى الواحد ظهر مرة مجردة كلية، و مرة مقدرة جزئيّة، و ليس بينهما اختلاف بزيادة شى‌ء عليه، او نقصان شى‌ء منه، و انما الاختلاف بالشأن و الظهور.

فان قلت: الاختلاف بتجريد العقل و تلبيس الخيال.

قلت: لا، العقل لا يجرد المقدار عن نفسه و الخيال لا يلبسه نفسه، فاجعله مرقاة لمعرفة العين الواحدة اعيانا متعددة بلا اختلاف فى الذات و العوارض، فالعين الثابت المحمّدى، عين اعيان اوصيائه و خلفائه «صلوات اللّه و سلامه عليه و عليهم اجمعين» فاذا كانت الولاية واحدة و لا اختلاف الا فى الظهور بالاوصاف الذاتيّة الكامنة، فصدق بقوله: «اولنا محمد، و آخرنا محمد، و وسطنا محمد» و لا تقف فى ظاهر المعنى و هو المسمى بمحمد اولا، و وسطا و آخرا، مع ان قوله: و كلنا محمد. يدفعه و حينئذ يرتفع الخلاف و التناقض فى قولنا تارة: خاتم الولاية المحمّدية امير المؤمنين على بن‌ ابى طالب «عليه السلام» و تارة انه: هو المهدى المنتظر «عجل اللّه تعالى فرجه» لانّهما بل انهم نور واحد و حقيقة واحدة بالذات و الصفات، و الاختلاف فى الشئون و الظهورات على حسب اقتضاء الأوصاف، و الحكمة البالغة الالهيّة. فظهر ان خاتم الولاية المحمّدية التى خلع لباس النبوة، و اكتسى كساء الولاية، و ظهر فى صورة اوصيائه المعصومين، فان شئت قلت: امير المؤمنين، و ان شئت قلت: باى امام من الائمّة المعصومين، الا ان قائمهم اولى بذلك الظهور جمعيّة الاوصاف فيه، و لما كان الأمر فى عالم العلم و الغيب كذلك، ففى عالم العين و الشهادة ايضا كذلك، ثم تلك الولاية الالهيّة المحمّدية اذا نزلت عن مقام مواقف الوجوب الى منازل الامكان، كان اول منازله مقام الروح الالهى، و هو مقام عيسى بن مريم «على نبيّنا و آله و عليه السلام» و الدليل عليه قوله تعالى‌ «وَ كَلِمَتُهُ أَلْقاها إِلى‌ مَرْيَمَ وَ رُوحٌ مِنْهُ» فكان روح اللّه و كان وليا لقربه الى الحق، و كان ختم الاولياء فى الكون، لأنه لا اقرب منه الى اللّه فى الشهادة، فانه فاتحة الوجود و الفاتحة هى الخاتمة، و كان ولايته مستورة فى نبوته، لأن عالم الشهادة يوافق عالم الغيب، و الولاية فى عالم الغيب مستورة فى النبوة، و ستظهر بالولاية عند نزوله، لتوافق ظهورات الغيب و الشهادة، و يظهر بالولاية، و الدليل عليه قوله تعالى‌ «أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ» فدعى امير المؤمنين «عليه السلام» نفس محمد «صلى اللّه عليه و آله» و انما قلنا انه ختم الأولياء فى الكون، لبقاء حكم امكانه، و الدليل عليه عدم جامعيّته لان من تحقق بالوجود الحقانى، و تجاوز عن درجة الامكان، كان وجوده جمعيا- لا فرقيا و لكونه روحا، و الروح من الممكنات.

و اما رسول اللّه «صلى اللّه عليه و آله» فقد تجاوز عن حد الامكان، و كان وجوده جمعيا الهيّا، اشار اليه بقوله: «شيطانى اسلم بين يدى، فَكانَ قابَ‌ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى‌» و لذلك كان علماء امّته افضل من انبياء بنى اسرائيل، فانهم يطيرون عن قفص الامكان‌ الى فضاء الوجوب و اللاهوت بفناء ذواتهم فيه، و بقائهم به. و لاجل عدم تلك الجامعية ليس ولاية عيسى «عليه السلام» ولاية المحمّدية، فانه خاتم الولاية العامّة للمؤمنين و حسنة من‌ حسنات خاتم الولاية الخاصة المحمّدية، و هو المهدى الموعود المنتظر «عجل اللّه فرجه» و لذلك كان عيسى تابعا له، و ناصرا اياه، كما ان ابليس و دجال من سيّئات ذلك القائم الموعود، و «الْحَسَناتِ‌ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ». فلا تتعجب عما سمعت فان الاولين و الآخرين من ظهوراته و شئوناته، و الدليل هو قولهم ارشادا لنا: «و ارواحكم فى الأرواح و اجسامكم فى الاجسام، و اجسادكم فى الاجساد، و قبوركم فى القبور.

و الكل جموع محلاة بالالف و اللام، تدل على العموم، و ابليس ليس بخارج عن تلك الجموع و عموماتها، و كذلك الدجال.

قال قطب العارفين الشيخ محيى الدين فى فتوحاته‌:

الا ان ختم الأولياء شهيد

و عين امام العالمين فقيد

هو القائم المهدى من آل احمد

هو الصارم الهندى حين يبيد

هو الشمس يجلو كل غيم و ظلمة

هو الوابل الوسمى حين تجود

فخاطبه امام العالمين، و العالمين جمع محلا بالالف و اللام، و يفيد العموم، و عيسى «عليه السلام» من العالمين، و الروح ايضا من العالمين، و هو امامهم.

و ان قرات العالمين- بكسر اللام-، فعيسى و الروح ايضا داخلان فى عموم العالمين لانهما من العلماء بل الراسخين، فنص «قدس سره» بامامته لعيسى «عليه السلام» و الروح فاسمعوا بسمع القبول و لا تتبعوا الهوى، فان الهوى، يخرجكم من النور الى الظلمات، فتكونوا اصحاب النار، و تكونوا فيها خالدين.

و اذا عرفت مراتبهم فى نزول الوجود، فاعرفهم فى صعوده ايضا لقولهم: نحن السابقون اللاحقون، اى هويتنا الصاعدة، لا حقة بهويّتنا السابقة النازلة. و ان شئت زيادة توضيح فى البيان فاستمع لما يتلى عليك فلنحقق حقيقة الولاية بقول مستأنف، فنقول: الولاية حقيقة كليّة الهيّة كسائر الحقائق الكلية الالهيّة يظهر حكمه فى جميع الاشياء، من الواجب و الممكن، فهو رفيق الوجود و يدور معه، و كما ان الوجود بحسب الظهور له درجات متفاوتة بالكمال و النقص و الشدة و الضعف، كذلك الولاية لها درجات متفاوتة بالكمال و النقص و الشدة و الضعف، و يقال لها، و يحمل عليها بالتشكيك، فانه بمعنى القرب، و لا اقرب منه تعالى بالاشياء فى مقامى الجمع و الفرق و الاجمال و التفصيل، كيف لا؟ و هو عين الأشياء فى كلا المقامين، و القرب نسبة، و النسبة بين المنتسبين، فالحق قريب من الاشياء، و الاشياء قريب منه تعالى.

و كما ان الوجود اذا سكن الى العدم الواقعى، يبقى اوصافه و يختفى احكامه، حتّى يسلب عنه اسمه، و يزول عنه رسمه، فكذلك الولاية اذا نزلت و تنتهى اليه يزول حكمها، و يسلب عنها اسمها، فلا يقال للغواسق و الظلمانيات كالاحجار و الامدار و الكفرة و الفجرة اولياء اللّه، كما لا يقال انها بموجودات و ذلك- لانقهار نور الوجود و اوصافه و غلبة ظلمة العدم و احكامه، فاذا خرج الوجود عن ذلك المسكن و تنور بنور الايمان، يظهر احكامه، و يغلب اوصافه، و يتصف بالولاية على تفاوت الدرجات، «اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ‌ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ‌ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ» ثم يترقى الوجود و يشتد الولاية حسب ترقيات الايمان، الى ان ينتهى عن مراتب النفوس الارضية، الى مراتب النفوس السماويّة، و منها الى عالم القدس، و يتدرج فى مراتب قدس الجبروت، حتى يصل الى مقام الروح الاعظم، و هو مقام عيسى بن مريم «عليهما السلام» و «كَلِمَتُهُ‌ أَلْقاها إِلى‌ مَرْيَمَ، وَ رُوحٌ مِنْهُ»

و هاهنا اختتام الولاية العامة التى تقابل الولاية الخاصة المحمّدية، و هى الولاية العامة المحمّدية فى مقام الخلق و الامكان، ثم يترقى الوجود و يشتد الولاية عن مرتبة الامكان و يدخل فى حريم قدس اللاهوت بالانقلاب عن الامكان الى الوجوب، و الفناء فى اللّه البقاء به، و يخلص الولاية عن الشرك الخفى- المغتفر- و هو الفتح المبين الذى يغفر ما تقدم من ذنبه و ما تأخّر، و هذا هو الولاية المقصودة للعارفين من هذه الامّة المرحومة فيصير الولى حينئذ فى مراتب الولاية الخاصة، و مدارج الالوهيّة حتّى يسرى فى جميع الاسماء الالهيّة، و ينتهى الى مرتبة جميع الاسماء و يصير اماما، و مرجعا لجميع الأولياء الخاصة و العامة، و الكل يأوى اليه، و يستفيض منه.

و هذا احد معانى قوله «صلى اللّه عليه و آله»: السلطان ظل اللّه، يأوى اليه كل مظلوم و هو على بن موسى الرضا «عليهما السلام»، لأن الأسماء تنزل من السماء. و الاولياء لا سيّما الخواص منهم هم المظلومون لانفسهم، لانهم يفنون فى اللّه، و تلك الولاية الجامعة لدى اشتداده تكون صفة من اوصافه تعالى، المشار اليه بقوله: «وَ هُوَ الْوَلِيُ الْحَمِيدُ».

فقد يظهر بكمال شدته، فيكون نبوة مطلقة من التعريف و التشريع، فيستتر بالنبوة و يكون صاحبه ختم الأنبياء، فان الظهور التام حجاب بلا شك، كما خفى الحق لفرط ظهوره و قد ينزل عن كمال شدته نزلة يسيرة، و تلك النزلة هى غلبة وصف الولاية لوصف النبوة بحيث يخفى التشريع، و يبقى التعريف، لتنزل الاعتدال المزاج الاسمائى و الكونى، كما فى امير المؤمنين بالنسبة الى خاتم الانبياء، فانه كان عالما بعلوم الاولين و الآخرين، كما فى الاخبار.

و منها الشرائع فلا يكسى كساء النبوة، و يظهر باوصاف الولاية، و يكون صاحبه ختم الاولياء، مظهر اللّه الولى الحميد، و هو ولى اللّه الغالب على بن ابى طالب «عليه السلام» لانه اقرب الناس الى خاتم الانبياء، فى الغيب و الشهادة. قال صاحب الفتوحات‌ بعد ذكر نبيّنا «صلى اللّه عليه و آله»: و انه اول ظاهر فى الوجود، و اقرب الناس اليه على بن ابى طالب، امام العالم و سرّ الأنبياء اجمعين، نقل عنه المحدث الكاشانى‌ فى كلماته المكنونة.

اقول: كلامه هذا يدل على ان خاتم الولاية المطلقة الالهيّة عنده، كما هو عندنا على بن ابى طالب دون عيسى، بوجوه ثلاثة:

الاول، انه صرح بانه اقرب الناس اليه «صلى اللّه عليه و آله» و هو باطلاقه يشمل‌ قرب المعنوى و الصورى اى الشهادى و الغيبى، و صيغة التفصيل اما للزيادة على المفضل عليه، او لنفى الزيادة عليه، فعلى الاول قربه ازيد اليه من الكل، و على الثانى ايضا كذلك لأن محتد الولاية المطلقة كما عرفت هو خاتم الأنبياء، فمن كان اقرب اليه- اى لا اقرب منه اليه-، هو خاتم تلك الولاية، و الخاتم لا يتعدد، فمن لا اقرب منه اليه لا يتعدد، فقربه ازيد من الكل، فهو خاتم الولاية، و غيره دونه، و تحت لوائه، و ياخذ منه، و من الاولياء جبرئيل و على «عليه السلام» معلمه كما هو المشهور، و عيسى «عليه السلام» من نفخ جبرئيل و بذلك كان روحا منه، فيأخذ عنه «عليه السلام».

الثانى، انه صرح بانه امام العالم، و عيسى «عليه السلام»، من العالم فهو امام عيسى، و الامام مقدم على المأموم، فعلى «عليه السلام» مقدم على عيسى، فهو الخاتم دونه.

الوجه الثالث، انه صرح بانه «عليه السلام» سرّ الأنبياء اجمعين‌ و عيسى «عليه السلام» من الأنبياء، فهو سره، و سر انبياء، و لا يتم، فهو بولايته سار فيه، و فى غيره من الانبياء، فولايته هى الولاية المطلقة السارية فى المقيدات جمعيا، و المقيدات شئونات و ظهورات، و مأخوذات منه، فهو الخاتم، و الكل يأخذون منه، فعيسى «عليه السلام» يأخذ منه.

فان قلت: قد صرح الشيخ فى غير موضع بان عيسى خاتم الاولياء. اقول: اراد به ختم الولاية العامة المقابلة للولاية الخاصة، لا العامة الشاملة لهما، كما قلت، و اعود اليه ان‌شاءالله، و بما قال الشيخ صرح المولوى الرومى «قدس اللّه روحهما» حيث قال:

تا صورت پيوند جهان بود على بود

تا نقش زمين بود و زمان بود على بود

شاهى كه ولى بود و وصى بود على بود، و الوصاية فوق الولاية،

سلطان سخا و كرم وجود على بود، و سلطان الجود اعلى و اشرف و فوق الرعيّة.

هم آدم و هم شيث و هم ادريس و هم ايوب‌

هم يونس و هم يوسف و هم هود على بود

هم موسى و هم عيسى و هم خضر و هم الياس‌

هم صالح پيغمبر و داود على بود

عيسى بوجود آمد و فى الحال سخن گفت‌

آن نطق و فصاحت كه در او بود على بود

مسجود ملايك كه شد آدم ز على شد

در كعبه (در قبله) محمد بدو مقصود على بود

از لحمك لحمى بشنو تا كه بيابى‌

كان يار، كه او نفس نبى بود على بود

آن شاه سرافراز كه اندر شب معراج‌

با احمد مختار يكى بود على بود

محمود نبودند كسانى كه نديدند

كردش صفت عصمت و بستود على بود

اين كفر نباشد سخن كفر نه اينست‌

تا هست على باشد و تا بود على بود

الى ان قال:

سرّ دو جهان جمله ز پيدا و ز پنهان‌

شمس الحق تبريز كه بنمود على بود

و دلالة هذه الابيات على انه خاتم الولاية المطلقة الكليّة لكونه نفس رسول اللّه «صلى اللّه عليه و آله» كما يدل عليه آية «أَنْفُسَنا»، و سرّ- الانبياء و المرسلين، و مقدم على الكل و منهم عيسى «عليه السلام»، ظاهرة و مستغنية عن البيان فلنرجع الى المقصود فنقول:

ثم ينزل الولاية فى منازله فى قدس اللاهوت، الى ان ينزل فى قدس الجبروت، و ليكن فى الروح، و هو مقام عيسى، ثم ينزل الى ان يشمل المؤمنين، و ليكن فيهم على تفاوت درجات الايمان، و عيسى اولهم و خاتمهم باعتبار اختلاف اخذ الترتيب، كما ان عليّا اول الجمع و خاتمهم، باختلاف اخذ الترتيب، فلنأخذ فى شرح الكتاب و بيان مرام مصنفه قدس سره و الاشارة الى ما ذهب على العلامة القيصرى فى تبيين مرامه فاقول و اسال اللّه التوفيق و التكلان عليه فى العصمة عن الخطاء فى النظر:

قوله‌ : «قدس سره» و ما يراه احد من الانبياء و الرسل الى قوله: فان الرسالة، تعقيب لوصف خاتم الأنبياء و خاتم الأولياء، فانه لمّا ذكر ان هذا العلم ليس الا لهما، و قد ذكر ان العبد يرى الحق فى مرآة نفسه، بل يرى صورته فى مرآة الحق، اراد ان يذكر ان تلك الرؤية من مشكاتهما، بل من مشكاة خاتم الاولياء و ذلك لما دريت ان كل من يرى الحق يراه فى صورة عينه، فالأنبياء يرونه فى صورة اعيانهم الثابتة، و اعيانهم الثابتة- من شئونات العين الثابتة المحمّدى، و مظاهره من حيث انه نبى و رسول، فكل عين من اعيان الانبياء من مشكاة نبوته و رسالته، فيرون الحق من مشكاة نبوته و رسالته، فيرونه من مشكاة خاتم الانبياء. و كذلك الاولياء يرونه فى صور اعيانهم، و اعيانهم شئونات لذلك العين و مظاهره من حيث انه عين و لوى، فكل عين من اعيان الاولياء مشكاة ولايته- فيرون الحق من مشكاة ولايته، فيرونه من مشكاة خاتم الاولياء، و اليه اشار بقوله: «حتى ان الرسل لا يرونه‌ متى يرونه، الا من مشكاة خاتم الاولياء» هذا.

و اعلم‌ ان العلامة القيصرى فسر خاتم الاولياء هاهنا بمن هو مظهر تام لولاية الرسول الختم «صلى اللّه عليه و آله» و ذلك قول حق لا ريب فيه، ثم عينه بانه عيسى «عليه السلام» و فيه نظر، لأن المظهر كلما كان اقرب من الظاهر، كان اتم و لا اقرب اليه «صلى اللّه عليه و آله» فى الاولياء من امير المؤمنين على بن ابى طالب «عليه السلام» لقوله تعالى: وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ» فقرأه نفس الرسول و لا اقرب الى الشى‌ء من نفسه، و لقول المصنف «رضى اللّه عنه» و اقرب الناس اليه على بن ابى طالب امام العالم و سرّ الانبياء اجمعين، فيجب ان يكون مراده بخاتم الاولياء هاهنا على بن ابى طالب «عليه السلام» و قول العلامة القيصرى كما سيأتى بيانه، سيأتى جوابه.

و قد علمت ان كونه خاتم الاولياء لا ينافى فى كون صاحب هذا العصر خاتم الاولياء بهذا المعنى لانهما بل انهم عين واحدة، و قد بيّنته ثم افاد العلامة المذكور ان صاحب هذه المرتبة ايضا بحسب الباطن هو خاتم الرسل، لانه هو المظهر الجامع، فكان ان اللّه ينجلى من وراء حجب الاسماء التى تحت مرتبته للخلق، كذلك هذا الخاتم يتجلى من عالم غيبه فى صورة خاتم الاولياء للخلق، فيكون هذا الخاتم مظهرا للولاية التامة» انتهى.

و فيه تأييد تام لما ذهبنا اليه من كونه «عليه السلام» هذا الخاتم و مظهرا للولاية التامة، لانه «عليه السلام» صورة غيب ختم الأنبياء «عليهم السلام» كما قال الشيخ: و سرّ الانبياء اجمعين، و رسول اللّه من الانبياء، فهو سرّ رسول اللّه و غيبه و سره ولايته، فهو ولايته، و ولايته ختم الولاية، فهو خاتم الولاية و لذلك كان ليلة الاسرى معه، و مطلعا على سره، حيث اخبر به قبل ان يخبر عن نفسه، و فيه قال لسان الغيب.

سرّ خدا كه عارف سالك به كس نگفت‌

در حيرتم كه باده‌فروش از كجا شنيد

و يظهر منه ايضا ان خاتم الاولياء حسنة من حسنات خاتم الانبياء، كما سيصرّح الشيخ به، لانه من ظهوراته و شئوناته، و لذلك قال: انا عبد من عبيد محمّد، فان عبيد الشى‌ء ظهوراته و شئوناته، كما ان عباد اللّه من الملك و الملكوت شئوناته و ظهوراته، و العبوديّة و الربوبيّة لا يتحقق و لا يمكن ان يكون الا بالظاهريّة و المظهرية، و لذلك قال اللّه تعالى: «هُوَ الْأَوَّلُ‌ وَ الْآخِرُ وَ الظَّاهِرُ وَ الْباطِنُ» و قال الامام الناطق بالحق محتد العلوم و المعارف ابو عبد اللّه جعفر الصادق «عليه السلام»: «العبودية جوهرة كنهها الربوبيّة» الحديث.

فتبّت السنة القائلين بان الولى اكمل من النبى و يسندون ذلك المجازفة الى اولياء العلم و المعرفة.

قوله: «فان‌ الرسالة و النبوة» الى آخره، شرح الشارح العلامة يغنى عن بيانه الا انه لم يصرح وجه ارتباطه بما قبله و هو انه يستفاد عما قبله ان جهة الولاية اعلى و اشرف من جهة النبوة، و لعل الطباع يستبعدون ذلك فازال ذلك الاستبعاد بان الرسالة و النبوة ينقطعان، و الولاية لا ينقطع، فغير المنقطع اعلى من المنقطع، و الشارح اشار اليه‌ و الى سر الانقطاع و عدمه بقوله: «الرسالة و النبوة من الصفات الكونية الزمانيّة، و الولاية صفة الهيّة» (الى آخره).

قول الشيخ: فالمرسلون الى قوله: من التشريع، تأكيد لما سبق مع زيادة فائدة و هى افادة كون خاتم الاولياء تابعا فى الحكم لما جاء به خاتم الرسل.

قوله: فذلك لا يقدح الى آخره.

اقول: قد علمت فيما مر ان النبوة ليست الا الولاية الكاملة فاذا اعتبر الولاية الخالية عن نبوة التشريع يكون ناقصا بالقياس اليها، و لا عجب فى متابعة الولى للنبى، و اذا اعتبر مرتبتهما و قيس بينهما، فالولاية اشرف من النبوة فيتعجب متابعة الولى للنبى، و الشيخ اعتبرهما بالوجه الثانى، و ازال الاستعجاب بهذا القول الى قوله فتتحقق ما ذكرناه.

قال الشارح العلامة: «و لا ينبغى ان يتوهم ان المراد بخاتم الاولياء هو المهدى فان الشيخ «قدس سره» صرح بانه عيسى «عليه السلام» و هو يظهر من العجم، و المهدى من اولاد النبى «صلى اللّه عليه و آله» و يظهر من العرب كما سنذكره بالفاظه».

اقول: قد علمت ان المراد بخاتم الاولياء هاهنا امير المؤمنين على بن ابى طالب «عليه السلام».

و قول الشارح انه صرح بانه عيسى مدفوع بان لكل كلمة مع صاحبتها مقام، فان لخاتم الاولياء اطلاقات يطلق فى كل مورد على شخص.

قوله: و لما مثل النبى «الى آخره»، حكم من احكام خاتم الولاية مطلقا و معناه ظاهر.

و نقل الشارح العلامة عنه فى فتوحاته، انه رأى حائطا من ذهب و فضّة، و حمل‌ كلامه هذا على انه «رضى اللّه عنه» خاتم الولاية المقيدة المحمّدية، لا الولاية المطلقة التى لمرتبته الكليّة، هذا مؤيّد لما ذكرنا من انه من احكام خاتم الولاية مطلقا، و لا يختص بخاتم دون خاتم، و ايضا فيه تأييد ان لخاتم الاولياء اطلاقات.

و اعلم ان الولاية المقيدة المحمّدية التى قال به الشارح و حمل مراد الشيخ عليه، غير الولاية المقيدة التى بيّناه فى الاقسام، و يحمل عليه كلامه فى عد نفسه خاتم الاولياء- الولاية خ ل- فان الولاية المقيدة عنده هى الولاية الكليّة المطلقة المضافة الى نبى من الانبياء على ما صرح به نفسه، و نقل عنه ايضا انه قال فى الفصل الثالث عشر من اجوبة الامام محمد بن على الترمذى: «الختم ختمان، ختم يختم اللّه به الولاية مطلقا، و ختم يختم اللّه به الولاية المحمّدية، فامّا ختم الولاية على الاطلاق فهو عيسى «عليه السلام» فهو الولى بالنبوة المطلقة فى زمان هذه الامة، و قد حيل بينه و بين نبوة التشريع و الرسالة، فينزل فى آخر الزمان وارثا خاتما لا ولى بعده، فكان اول هذا الأمر بنبى و هو آدم، و آخره نبى و هو عيسى اعنى نبوة الاختصاص، فيكون لها حشران، حشر معنا، و حشر مع الانبياء و الرسل. و اما ختم الولاية المحمّدية فهو لرجل من العرب من اكرمها اصلا، و بدءا و هو فى زماننا اليوم موجود عرفت به سنة- خمس و تسعين و خمسمائة- و رايت العلامة التى قد اخفاها الحق فيه عن عيون العباد (عباده خ)، كشفها لى بمدينة فاس، حتى رأيت خاتم الولاية منه‌ و هو خاتم النبوة المطلقة لا يعلمه كثير من الناس، و قد ابتلاه اللّه باهل الانكار عليه فيما يتحقق به من الحق فى سره، و كما ان اللّه ختم بمحمد «صلى اللّه عليه و آله» نبوة التشريع، كذلك ختم اللّه بالختم المحمّدى الولاية التى يحصل من الوارث المحمدى لا التى من سائر الانبياء، فان من الاولياء من يرث ابراهيم و موسى و عيسى فهؤلاء يوجدون بعد هذا الختم المحمدى، و لا يوجد ولى على قلب محمد، هذا معنا ختم‌ الولاية المحمّدية.

و اما ختم الولاية العامة الذى لا يوجد ولى بعده، فهو عيسى «عليه السلام» انتهت عبارته.

اقول: اراد بالختم هاهنا الختم بحسب الزمان، و ان كان بحسب المرتبة ايضا لدلالة عباراته عليه كما نشير اليها، و بالاطلاق عدم التقييد بكونه على قلب محمد «صلى اللّه عليه و آله»، لمقابلته للولاية المحمّدية على ما صرح به. فقوله: فامّا ختم الولاية على الاطلاق فهو عيسى (ع) اى الولاية العامة المقابلة للولاية المحمّدية يختم فى الزمان لعيسى «عليه السلام» و لا يوجد بعده فى الزمان ولى من الاولياء حتى تقوم الساعة فهو الولى بالنبوة المطلقة فى زمان هذه الامّة يعنى بالنبوة التعريف، كما انه كان وليّا بالنبوة التشريع فى زمان امّته، و قد حيل بين نبوته التعريفى و التشريعى و ان شئت قلت بين ولايته التشريعى و التعريفى، فينزل فى آخر الزمان، اى فى ظهور حضرة القائم وارثا لكونه وليّا باقيا بعد رحلته «عجل اللّه فرجه» من الدنيا، خاتما لاولى بعده، اى فى الدنيا حتى تقوم الساعة، فيكون اول هذا الامر نبى هو آدم «عليه السلام» اى فيكون اول الاولياء فى الدنيا و بحسب الزمان نبى هو آدم «عليه السلام» و آخره نبى و هو عيسى، اى و آخر الاولياء فى الدنيا و بحسب الزمان نبى و هو عيسى «عليه السلام».

قوله: اعنى نبوة الاختصاص اى نبوة التشريع فانه «عليه السلام» كان نبيّا بالنبوة التشريعى، و هى من الاختصاصات التى لا تحصل بالاكتساب، بخلاف نبوة التعريف، فانها تحصل بالاكتساب، فهذه العبارات منه قدس سره دالة على ان مراده بالختم هاهنا الختم بحسب الزمان.

قوله: و اما ختم الولاية المحمّدية لرجل من العرب من اكرمها اصلا و بدءا، الى قوله: فى سره، اى و اما ختم الولاية المحمدية الذى لا يوجد بعده ولى على قلب محمد «صلى اللّه عليه و آله» فهو رجل من العرب، و اراد به المهدى الموعود المنتظر «عجل اللّه فرجه». يدل عليه قوله من اكرمها اصلا و بدءا.، فان اصله «عليه السلام» من قريش، و هم اكرم العرب و سادتهم و اكرمهم بدءا ايضا، فانه خاتم الولاية المحمّدية فى المرتبة، لقوله فى باب الرابع و العشرون من الفتوحات بهذه العبارة: و للولاية المحمدية المخصوصة بهذا الشرع المنزل على محمد «صلى اللّه عليه و آله» ختم خاص هو المهدى، و هو فى الرتبة فوق، و طبع دون بدل فوق، و هو تحريف من الطابع، لأن تلك المرتبة اعلى المراتب فى الولاية، و يلزمه ان يكون اكرم العرب بدءا، لان من سلالة طينه و اعراقه، و هو على خلق عظيم، و قد نقلنا عنه «رضى اللّه عنه» انه قال فى وصفه:- هو الوابل الوسمى حين تجود-. قوله: «و هو فى زمانه اليوم موجود، ما دل عليه قوله الا ان ختم الاولياء شهيد».

قوله: و قد عرفت به (الى آخره) بيان كشفه و شهوده اياه «عليه السلام» و معناه ظاهر. قوله: و قد ابتلاه اللّه باهل الانكار الخ ظاهر فى حقّه، و ذلك سبب غيبته- عليه سلام اللّه و ملائكته، و مدلول قوله: فيما نقلنا عنه «رضى اللّه عنه»: و عين امام فقيد ...

قوله: و كما ان اللّه ختم بمحمد نبوة التشريع كذلك ختم اللّه بالختم المحمدى، اى خاتم ائمة المهدييّن و اوصيائه المرضيين الولاية التى تحصل من الوارث المحمدى تأكيد و تقرير و توضيح لما سبق من كون قائمهم «عليه السلام» خاتم الاولياء المحمّدية الذى لا يوجد بعده فى الزمان ولى على قلب محمد «صلى اللّه عليه و آله»، و ان كان يوجد بعده فى الزمان اولياء على قلب سائر الانبياء، و افاد ذلك بقوله: لا التى تحصل من سائر الانبياء ...، الى قوله: و لا يوجد ولى على قلب محمد ...، اى بعد هذا الختم المحمدى فى الزمان.

قوله: «هذا معنا ختم الولاية المحمّدية ...» و قوله: «و اما الختم الولاية العامة الذى لا يوجد ولى بعده فهو عيسى- عليه السلام-» تصريح بما ذكرنا من انه اراد بالختم هاهنا الختم بحسب الزمان، و اراد بكون عيسى «عليه السلام» خاتم الاولياء، الولاية العامة المقابلة للولاية المحمّدية، و لفظة يوجد فى كلامه هذا من مادة الوجدان لا الايجاد ...، يدل عليه قوله: فكان اول هذا الامر نبى و هو آدم، و آخره نبى و هو عيسى، فان عيسى آخر من يوجد فى الاولياء من الوجدان لا من الايجاد، لان بعد ايجاده «عليه السلام» اوجد اللّه تعالى اولياء كثيرة، منهم سلمان «رضى اللّه عنه» و اوصياء اخر لعيسى «عليه- السلام»، و الارض لا يخلو عن الحجّة، و هم اولياء اللّه، كيف لا، و محمد اكمل الاولياء و اوصيائه اولياء اللّه، و الكل اوجدوا بعد ايجاد عيسى «عليه السلام». فان قلت: بناء على اخبار الرجعة و القول بها، ان الائمة المعصومين يرجعون و يرجع محمد «صلى اللّه عليه و آله» فهم يوجدون بعد المهدى «عليه السلام» اولياء على قلب محمّد، فليس المهدى خاتما فى الزمان للولاية المحمّدية.

اقول: ليس الكلام فى الرجعة، فان زمانها ليس من ازمنة الدنيا، كما ان الكلام ليس فى الأدوار و الاكوار، فان الكلام فيهما يقتضى اساسا آخر و لسنا فى بيانه.

ثم اعلم ان العلامة القيصرى جعل هذا المنقول عنه اشارة منه «قدس سره» الى نفسه لما رأى انه جعل نفسه خاتما للولاية المحمدية و قد علمت فيما مر انه خاتم للولاية المقيدة المحمّدية لا المطلقة المحمّدية و الكلام هاهنا فى ختم الولاية فى الزمان و ليس هو ختما فى الزمان لان المهدى «عليه السلام» يوجد بعده.

و ايضا عباراته تأبى عن ذلك، لانه ليس اكرم العرب اصلا، فانه من طى و قريش اكرم من طى، و ايضا ليس هو اكرم بدءا من العرب، لانا لو سملنا انه من سلالة اعراق النبى من كان من سلالة طينه و اعراقه اكرم منه حتى لا يعدونه من اجواد العرب حيث يعدونهم اربعة و هو ليس من تلك الاربعة.

و ايضا الاوصاف المذكورة فيه يتحقق فى المهدى «عليه السلام» لا فيه.

ثم العلامة نقل عنه كلاما آخرا، و جعله ايضا اشارة منه الى نفسه، و هو انه قال فى الفصل الخامس عشر منها: «فانزل فى الدنيا من مقام اختصاصه استحق ان يكون لولايته الخاصة ختم يواطى اسمه اسمه و يحوز خلقه، و ما هو بالمهدى المسمى المعروف المنتظر فان ذلك من سلالته و عترته، و الختم ليس من سلالته الحسيّة و لكن من سلالة اعراقه و اخلاقه» انتهى.

قوله: فانزل على صيغة المجهول و من فى من مقام اختصاصه موصولة، ما بعده صلته، و مقام مبتداء، اضيف الى اختصاصه، و خبره جملة استحق ان يكون، و المراد منه محمد «صلى اللّه عليه و آله» و مقام اختصاصه مقام جامعيته لجميع الاسماء الالهيّة و ولايته الخاصة هى المقابلة للولاية العاملة، و قد مر ذكرهما، فذلك المقام استحق ان يكون له ختم جامع لجميع الاسماء الالهيّة، يظهر فيه ولايته المطلقة الكليّة، كما انه استحق ان يكون له ختم جامع يظهر فيه نبوته الكلية الشاملة للتعريف و التشريع و ذلك الولى الجامع يجب ان يكون من سلالة طينته و اعراقه جمعيا، فانه اكمل ممّن يكون من سلالة اعراقه فقط، و هو المهدى الموعود المنتظر كما يشعر به كلامه قدس سره هذا و يشير اليه.

و كذلك استحق ان يكون له ختم يظهر فيه ولايته المقيدة بالاسماء المتفرقة، و لا محالة يكون هذا الختم دون الختم الاول، و لذلك لا يكون من طينه، و كل منهما يواطى اسمه اسمه و يحوز خلقه، لان الاول صاحب مرتبة ولايته، و الثانى يقرب منه و الاسم يطابق المسمى و يدل عليه و الشيخ قدس سره الثانى و لدفع كونه هو الاول صرح بانه ليس بالمهدى المعروف المنتظر، و بيّن الفرق بينهما بقوله: فان ذلك اى المهدى (عليه السلام) من سلالته و عترته و الختم ليس من سلالته الحسية اى المهدى «عليه السلام» من سلالة اعراقه و طينه، و ذلك الختم من سلالة اعراقه فقط، فالالف و اللام فى قوله:

و الختم ... للعهد اى الختم الذى كنت فى بيانه غير الختم المحمدى الذى هو المهدى فانه صرح فى غير موضع بانه «عليه السلام» خاتم الولاية المحمدية، و قد عرفت بعضها.

و قال فى صفحة استخراج ظهور المهدى من صفحات جفره: اذا دار الزمان على حروف ببسم اللّه فالمهدى قاما.

و يظهر بالحطيم عقيب صوم‌

الا فاقرأه من عندى سلاما

اى تسليمى بانه خاتم الولاية المطلقة المحمّدية و ذلك المعنى للسلام مقصوده يدل عليه قاعدتهم فى التفسير ان كنت تعرفها و الا «سخن را روى با صاحب‌دلانست».

قال: العلامة: و الكل اشارة الى نفسه.

اقول: قد عرفت ان ما نقل عنه فى الاول اشارة الى المهدى «عليه السلام»، و فى الثانى اشارة الى نفسه، و لا ينافى الاول، بل يؤكده. ثم قال: و اللّه اعلم بالحق.

اقول: ما علمه اللّه من الحق قد الهمنى بجوده و كرمه، و الحمد للّه و ما كنا لنهتدى لو لا ان هدانا اللّه»

قوله: و السبب الموجب لكونه رآها الى آخره، قد شرحها العلامة و يظهر من شرحه و شرح ما قبله و ما بعده ان قوله: و اما خاتم الاولياء فلا بد له من هذه الرؤيا لا يختص بخاتم دون خاتم كما ذهبنا اليه. قوله: و كذلك خاتم الاولياء كان وليّا و آدم بين الماء و الطين (الى آخره).

اقول: اراد بخاتم الاولياء خاتم الولاية المحمدية بحسب الرتبة و الزمان كليهما لانه صاحب مرتبة الولاية المحمديّة، و هو الذى جميع الانبياء و الاولياء يرون الحق من مشكاة ولايته، فان ولايته ولاية رسول اللّه، غير مستترة بستر النبوة، و هو اقرب الناس الى رسول اللّه، و لذلك يسرى ولايته فى جميع الانبياء و المرسلين و الاولياء الكاملين، فيكون ولايته شمسيّة و ولاية غيره قمريّة، فيكون سر الانبياء و الاولياء اجمعين، كما ان الشمس سر القمر و نورها سر نوره، تارة يظهر بعلوه فى الصورة العلوية، فيكون امير المؤمنين و تارة يظهر بسلطانه فى الصورة المهدويّة، فيكون سلطان العالمين- فيملا الارض قسطا و عدلا بعد ما ملئت ظلما و جورا- و لذلك قال قدس سره: «فخاتم‌ الرسل من حيث ولايته نسبته مع الختم للولاية نسبة الرسل و الانبياء معه ...» اى فى استناد ولايتهم اليه، لا فى اخذها و استفاضتها عنه، فان خاتم الرسل هو الاصل و المحتد فى الولاية، و الكل يأخذ كل الكمالات عنه «صلى اللّه عليه و آله»، فهو لا يأخذ عن غيره و قد علمت ان اوصيائه المعصومين ما هم بغيره.

قوله: (قدس سره فيما نقل عنه العلامة هاهنا) «و اكمل مظاهره فى قطب الزمان و فى الافراد و فى ختم الولاية المحمّدية و ختم الولاية العامة الذى هو عيسى، و هو المعبر عنه بمسكنه يجب ان يعلم ان ظهوره «صلى اللّه عليه السلام» فيهم ايضا مختلف، فان من لا يكون على قلبه ليس كمن يكون على قلبه، و ذلك ظاهر، فظهوره «عليه السلام» فى ختم الولاية المحمّدية الذى يكون على قلبه، اتم و اكمل من ظهوره فى ختم الولاية العامة.

قال العلامة: «و اعلم ان الولاية منقسمة الى المطلقة و المقيدة، اى العامة و الخاصة لأنها من حيث هى هى صفة الهيّة مطلقة و من حيث استنادها الى الأنبياء و الاولياء مقيدة، و المقيدة متقومة بالمطلق، و المطلق ظاهر فى المقيد، فولاية الانبياء و الاولياء كلهم جزئيات الولاية المطلقة، كما ان نبوة الانبياء كلهم جزئيات النبوة المطلقة، فاذا علمت هذا فاعلم ان مراد الشيخ «رضى اللّه عنه» من ولاية خاتم الرسل ولاية المقيدة الشخصية، و لا شك ان هذه الولاية نسبتها الى الولاية المطلقة نسبة نبوة سائر الانبياء الى النبوة المطلقة ...».

قد جعل الشيخ «قدس اللّه روحه» عيسى ختم الولاية المطلقة فى اجوبة الامام محمد ابن على الترمذى، فقوله: و اما ختم الولاية على الاطلاق فهو عيسى «عليه السلام» و جعله هاهنا، اى فى آخر الباب الرابع عشر من الفتوحات ختم الولاية العامة بقوله: و ختم الولاية العامة الذى هو عيسى «عليه السلام» فمراده من العموم و الاطلاق معنى واحد، لكنه ذكر العموم و الاطلاق فى الموضعين مع الولاية المحمدية، و العام اذا ذكر مع الخاص بالعطف او الترديد، يراد منه ما وراء الخاص، كما اذا قلنا: الحيوان و الانسان كلاهما كذا، او يقال الشى‌ء اما حيوان او انسان، فالولاية العامة او المطلقة غير الولاية المحمدية و لا يشمله و لا يقابله، فختمها لا تكون على قلب محمد «صلى اللّه عليه و آله»، و ختم الولاية المحمّدية من يكون على قلبه «صلى اللّه عليه و آله و سلم» فختم الولاية المحمّدية اكمل من ختم الولاية المطلقة او العامة، لكونه على قلبه «صلى اللّه عليه و آله»، و عدم كون ختم الولاية العامة على قلبه «صلى اللّه عليه و آله» فهو سرّ الاولياء اجمعين، لأن الكامل سرّ الناقص و باطنه، و الانبياء اولياء فهو سرّ الانبياء اجمعين و قد صرح الشيخ بانه على بن ابى طالب فيما نقلنا عنه حيث قال: و اقرب الناس اليه «صلى اللّه عليه و آله» على بن ابى طالب «عليه السلام» امام العالم و سرّ الانبياء اجمعين، فخاتم الاولياء الذى يرون الانبياء و الاولياء و الرسل الحق من مشكاة ولايته، هو على بن ابى طالب «صلوات اللّه عليه و على اولاده» كما بيّناه فيما مر، و يظهر سلطانه فى قائمهم «عليه السلام»، لكن العلامة زعم ان الاطلاق فى كلام الشيخ وصف الولاية الكليّة الالهية و مراده حيث قال: فاما ختم الولاية على الاطلاق فهو عيسى «عليه السلام» ان عيسى هو خاتم الولاية الكليّة الالهيّة التى يأخذ جميع الانبياء و الاولياء منه، و غفل عن قول الشيخ حيث قال فى على «عليه السلام»: امام العالم و سرّ الانبياء اجمعين، و لذلك زعم ان الاولياء و الانبياء يرون الحق من مشكاة ولايته، و حمل كلام الشيخ هناك عليه و قد مرّ بيانه.

فقال هاهنا ايضا: و اعلم ان الولاية تنقسم الى المطلقة و المقيدة اى العامة و الخاصة لانها من حيث هى هى صفة الهيّة مطلقة و من حيث استنادها الى الانبياء و الاولياء مقيدة و المقيد متقوم بالمطلق و المطلق ظاهر فى المقيد، فولاية الانبياء و الاولياء كلها جزئيات الولاية المطلقة، كما ان نبوة الانبياء كلهم جزئيات النبوة المطلقة.

فاذا علمت هذا فاعلم ان المراد الشيخ «رضى اللّه عنه» من ولاية خاتم الرسل ولاية المقيدة الشخصية، و لا شك ان هذه الولاية نسبته الى الولاية المطلقة نسبته نبوة سائر الانبياء الى النبوة المطلقة».

فسر القيصرى المطلقة بالعامّة، للاشارة الى ان الاطلاق و العموم فى كلام الشيخ بمعنى واحد، ثم ساق الكلام فى نسبة المطلق و المقيد، و قال: و المقيد متقوم بالمطلق و المطلق ظاهر فى المقيدة، الى آخر ما ساق اليه الكلام.

اقول: اراد ان يبيّن ان ولاية جميع الانبياء و الاولياء مأخوذة من ولاية خاتم الولاية المطلقة العامة لانه صاحبها و محتدها، و هو عيسى بن مريم لقول الشيخ: فاما ختم الولاية على الاطلاق فهو عيسى، و قوله: و ختم الولاية العامة الذى هو عيسى، و انت تعلم ان العام اذا ذكر مع الخاص يراد به ما وراء الخاص كما اذا قلنا: رأينا حيوانا و انسانا او قلنا: هذا اما انسان او حيوان، يريد بالحيوان ما وراء الانسان، فالولاية المطلقة او العامة التى ذكرت مع الولاية المحمّدية، يراد بها ما وراء الولاية المحمدية، و الشيخ ذكرها معها، فاراد بها ما وراءها، فعيسى خاتم الولاية المطلقة المقابلة للولاية المحمّدية و الولاية التى تأخذ الانبياء و المرسلون و اولياء الكاملون ولايتهم منها و يرون الحق من مشكاتها، ولاية المطلقة المحمّدية و صاحبها و خاتمها امير المؤمنين «عليه السلام» كما اشار اليه الشيخ بقوله: فهو سرّ الانبياء اجمعين.

ثم اقول: من يكون مظهرا للاسم الجامع الالهى هو محمد «صلى اللّه عليه و آله» و من يكون على قلبه و قدمه، كيف يأخذ اتم كمالاته الالهيّة و هو الولاية المحمّدية ممن ليس له الاسم الجامع و يكون عبد الرحيم، و يكون عيسى مظهرا للرحمة الرحيمية لا الرحمانية لجامعيّة الرحمن و عدم جامعية الرحيم و محمد عبد اللّه و عبد الرحمن لقوله تعالى‌ «وَ ما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ» و الرحمة العامة هى الرحمة الرحمانية فهو مظهر الرحمن و مظهر الشى‌ء عبده، و المحمديون يأخذون منهما، و جاء فيهم‌ «قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى‌».

قوله: «و هو حسنة من حسنات خاتم الرسل ...» لما قال فخاتم الرسل من حيث ولايته نسبته مع الختم للولاية نسبة الانبياء و الرسل معه ربما يتوهم منه ان خاتم الاولياء اكمل من خاتم الرسل، و الامر ليس كذلك فدفع ذلك التوهم بقوله هذا،

قوله: «و على قدم شيث يكون آخر مولود يتولد ...» الى آخره، لما تكلم الشيخ فى ختم الولاية بحسب الشأن و المرتبة و المع بعض شئونه و هو ختم بحسب الزمان، و كان للولاية ختم بحسب الولادة فى هذا النوع الانسانى و يكون على قدم شيث، اراد ان يتم الفص الشيثى بذكره فذكره و ذكر بعض شئونه كما حمل كلامه هذا بعض المحققين، و نقل عنه الشارح العلامة، و حينئذ لا يحتاج عباراته الى تأويل و تكلف و تعسف، و الشارح العلامة حمله على ختم الولاية المطلقة و هو عيسى، و استشهد فى ذلك بكلام الشيخ فى فتوحاته فى الفصل الخامس عشر من الاجوبة للحكيم الترمذى و لا دلالة له على حمله هذا عليه، ثم تكلف فى تأويل عباراته فيما ذهب اليه فى حمل الكلام عليه و لا حاجة اليه اصلا بل تابى عباراته عنه كما لا يخفى للناظر فيها، على انه ينافى وضع الكتاب لانه فى كشف الأسرار لا فى ستر ما لا حاجة الى ستره و كتمانه، و صرح به فى غير موضع كما اعترف به الشارح نفسه و نقل عنه. هذا ما اردت بيانه فى هذا الفص الشيثى و الحمد للّه الولى الحميد.

عناوین دیگر این نوشتار
  • آقا محمدرضا قمشه ای و بیان نظر ابن عربی درباره ولایت مطلقه امام زمان و امیرالمومنین (عنوان اصلی)
  • نظر ابن عربی درباره امام زمان